متعة الطلاق:
المتعة لغةً: هي اسمٌ مشتق من المتاع، وهو جميعُ ما يُنتفعُ به أو يُستمتع به. المتعة اصطلاحاً: فقد قال الشربيني الخطيب عن المتعة: بأنها مالٌ يجب على الزوج دفعه لامرأته المفارقة في الحياة بطلاق وما في معناه بشروط.
لمن تجب المتعة؟
اختلف الفقهاء في وجوب المتعة، هل تجب المتعة لكل مطلقة؟ أو تجب لغير المدخول بها، التي لم يفرض لها، فهناك عدة أقوال:
القول الأول: وجوبها لكل مطلقة، واستندوا: بدليل قوله تعالى:” وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ ۖ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ ” البقره:241.
القول الثاني: أنها تجب للمطلقه غير المدخول بها، وإن كان مفروضاً لها واستدلوا بما يلي: قوله تعالى” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا ۖ فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلً” الأحزاب:49.
القول الثالث : وجوبها للمطلقة غير المدخول بها إذا لم يفرض لها، فإن كان قد دخل بها، وجب لها مهر مثلها إذا كانت مفوضة، وإن كان قد فرض لها وطلقها قبل الدخول، وجب لها عليه شطره، فإن دخل بها استقر الجميع، وكان ذالك عوضًا لها عن المتعة، وإنما المصابة التي لم يفرض لها ولم يدخل بها، فهذه التي دلت هذه الأية الكريمة على وجوب متعتها. وهذا قول ابن عمر، ومجاهد.
القول الرابع: ذهب الحنفية والشافعية والحنابلة إلى أن المتعة تجب للمطلقة قبل الدخول إن لم يجب لها شطر مهر بأن كانت مفوضة ولم يفرض لها شىء. ودليلهم قول الله تعالى:” لَّا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً ۚ وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ ۖ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ “البقرة:236.
حكم المتعة في الطلاق:
لقد اختلف الفقهاء في متعة الطلاق وذلك في قولين:
- إنّ المتعة واجبة، وبه قال أبو حنيفة، فقال الله تعالى:”وَمَتِّعُوهُنَّ“البقرة:236. وهذا أمر، والأمر يقتضي الوجوب.
- هي مستحبة غير واجبة، وبه قال المالكية، والحنبلية. قال الإمام مالك وتندب المتعة لكل مطلقة طلاقاً بائناً في نكاح لازم، إلا المختلعة، والمفروض لها صداق وطلقت قبل البناء ومختارة لعيب الزوج ومخيرة ومملكة في الطلاق وطلقت نفسها، لقول الله تعالى:” حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ“البقرة:236. لأنّ الله تعالى جعل المتعة للمحسنين والمتقين لا لغيرهما.