ما هي مكانة ولد الزنا في الإسلام؟

اقرأ في هذا المقال


ولد الزنا:

وهو الولد الذي جاء على هذه الحياة بطريقةٍ غير صحيحة وغير شرعيةٍ من الناحية الإسلامية.

نظرة الإسلام لولد الزنا:

عادةً ما يتجاهل بعضُ الناس في المجتمع المسلم المولود من الزنا، ويعتبرونه مذنباً ومجرماً، فالبعض لا يرغبُ بمخالطته، ولا الاستئناس به أو التكلم معه، لكن الإسلام هو دين العدل والرحمة والمساواة، ولم يكن الله من أجل أن يظلم أحداً، أو يؤاخذه بما لم تقترف يداه، فقال تعالى “وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ” الأنعام:164.
إن تفسير هذه الآية هي إن النفوس تُحاسَب حسب أعمالها، إن كانت خيراً فهي خير، وإن كانت شراً فهي شر وإنه لا يُحمل من خطيئة أحدٍ على أحد، فهذه هي حكمة الله تعالى في هذه الآية.
وولد الزنا فقد ارتكب والداه جنايةً قبيحة قبل مجيئه على هذه الدنيا، فكيف يُسأل عما اقترفوه من ذنب، بل هو محل عناية الشارع الحكيم حتى قبل أن يولد، والإسلام أوجب احترام هذا الولد، وأوجب على المجتمع الإسلامي والأمة الإسلامية والدولة الإسلامية أن تحميه من كل اعتداء فتُعاقب وتُعزز كل من يوجّه إليه كلمة إهانة. بل إن على المجتمع الإسلامي أن يقوم مقام الأب، فيَحذو عليه في صغره ويُحسن تربيته ويُعلمه ويؤدبه ويحسن تأديبه، كما يقوم بالمحافظة على كرامته وسعادته ويفتح كل باب من أجل المساهمة في بناء مجتمعه حتى يصلُ بكفائته وقدرته إلى أعلى أرقى المناصب في الدولة والإدارة، ولا يؤثر نسبهُ سلباً أو إيجابياً في الشرع الإسلامي. وكان عمر رضي الله عنه يوصي بأولاد الزنا خيراً.
وما ورد من أحاديث في ذم ولد الزنا فجميع ذلك متكلم فيه، فمن ذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم” قال في ولد الزنا: شر الثلاثة ” وحديث ابو هريرة أيضاً لأن أمتع بسوط في سبيل الله عز وجل أحب إلي من أن أعتق ولد زنا.
وممّا يحثنا على احترام هذا الولد، أن النبي صلى الله عليه وسلم” رد الغامدية حتى تضع ما في بطنها ثم ردها لترضعهُ حتى تفطمه، ثم أمر بالصبي فدفع إلى رجل من المسلمين وكان عمر رضي الله عنه يوصي بأولاد الزنا خير.
وقد قال بعض أهل العلم إنه شر الثلاثة أصلاً وعنصراً ونسباً ومولوداً، وذلك أنه خلق من ماءُ الزاني والزانية، وهذا الماء يسمّى ماءً خبيثاً، فلا يؤمن من أن يؤثر ذلك الخبثُ فيه، وينزل في عروقه، وبذلك يحمله على الشر ويدعوه إلى الخُبث.


شارك المقالة: