الحال قبل خروج الدجال:
إنّ الحال التي يكون عليها الناس قبل خروج الدّجال هي كما يلي:
- قبل خروج الدّجال يكون يكون الناس في حالةٍ من الجدب والقحط والجوع: ويكون ذلك قبل خروج الدّجال بثلاث سنوات، حيثُ تمنع السماء مطرها، وتحبس الأرض نباتها كما أخبر بذلك الحبيب النبي عليه الصلاة والسلام، فقد أخرج ابن ماجه والحاكم وابن خزيمة عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: وإنَّ قبل خروجِ الدَّجَّالِ ثلاثَ سنواتٍ شِدادٍ ، يُصِيبُ الناسَ فيها جُوعٌ شديدٌ ، يأمرُ اللهُ السماءَ السنةَ الأولى أن تَحْبِسَ ثُلُثَ مَطَرِها ، ويأمرُ الأرضَ أن تَحْبِسَ ثُلُثَ نباتِها ، ثم يأمرُ السماءَ في السنةِ الثانيةِ فتَحْبِسُ ثُلُثَيْ مَطَرِها ، ويأمرُ الأرضُ فتَحْبِسُ ثُلُثَيْ نباتِها ، ثم يأمرُ السماءَ في السنةِ الثالثةِ فتَحْبِسُ مطرَها كلَّه ، فلا تَقْطُرُ قُطْرةً، ويأمرُ الأرض فتَحْبِسُ نباتَها كلَّه فلا تُنْبِتُ خضراءَ ، فلا يَبْقَى ذاتُ ظِلْفٍ إلا هَلَكَت إلا ما شاء اللهُ ، قيل : فما يُعِيشُ الناسَ في ذلك الزمانِ ؟ قال: التهليل، والتكبير، والتحميد، ويُجزِئُ ذلك عليهم مَجزَأَةَ الطعامِ” صحيح الجامع.
- قبل خروج الدّجال يكون الناس في جهل وبُعد عن الدين: ولعل خروج الدّجال وقد انتشر في الناس الغفلة والجهل، مع ما هم فيه من جوعٍ وقحط، يساعد على انتشار دعوة الدّجال، خصوصاً أن معه جنةً ونار، وتسخّر له الأرض والسماء.. وغير من الأمور العظام، والتي تجعل الحليم حيران.
فقد أخرج الإمام أحمد وابن خزيمة عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: يخرجُ الدّجال في خفة من الدين، وإدبار من العلم.
وأخرج الحاكم عن أبي الفضل الليثي قال: ” كنت بالكوفة، فقيل: خرج الدّجال، فأتينا حذيفة بن أسيد رضي الله عنه فقلت: هذا الدّجال قد خرج، فقال حذيفة: إن الدّجال لو خرج في زمانكم لرمته الصبيان بالخزفِ، ولكنه يخرج في نقص من الناس، وخفة من الذيّن، وسوء ذات بين، فيّردُ كل منهل، وتُطوى له الأرض طيّ فروة الكبش. - وقبل خروج الدّجال يكون الناس في غفلة ًعن ذكره: فقد أخرج عبد الله بن الإمام أحمد عن الصعب بن جثامة رضي الله عنه: قال سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: لا يخرج الدّجال حتى يُذهل الناس عن ذكره، وحتى تترك الأئمة ذكره على المنابر.
- وقبل خروج الدّجال، العرب يكونون قلة: فقد أخرج الإمام مسلم عن أم شريك رضي الله عنها أنها سمعت النبي عليه الصلاة والسلام يقول: ليفرن الناس من الدّجال في الجبال، قالت أم شريك: يا رسول الله، فأين العرب يومئذ؟ قال: هم قليل.
- قبل خروج الدّجال تكثر الفتن وهي فتنة الأحلاسِ، والسّراء والدهيماء، وينقسم الناس إلى أهلُ إيمانٍ وأهل نفاق: فقد أخرج أو أبو داود والإمام أحمد والحاكم بسندٍ صحيح عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال:”كُنا قعودًا عندَ رسولِ اللهِ فذكرَ الفتنَ فأكثرَ في ذكرِها، حتى ذكرَ فتنةَ الأحلاسِ. فقال قائلٌ: يا رسولَ اللهِ وما فتنةُ الأحلاسِ؟ قال: هيَ هربٌ وحربٌ ، ثمَّ فتنةُ السراءِ دخنُها مِن تحتِ قدمَي رجلٍ مِن أهلِ بيتي، يزعمُ أنهُ مِني وليسَ مِني، وإنَّما أوليائِي المتقونَ، ثمَّ يصطلحُ الناسُ على رجلٍ كوركٍ على ضلع، ثمَّ فتنةُ الدهيماءِ لا تدعُ أحدًا مِنْ هذهِ الأمةِ إلا لطمتْهُ لطمة، فإذا قيل: انقضَت تمادَت، يصبحُ الرجلُ فيها مؤمناً ويُسمي كافراً، حتى يصيرَ الناسُ إلى فسطاطينِ، فسطاطِ إيمانٍ لا نفاق فيهِ، وفسطاطِ نفاقٍ لا إيمانَ فيه، فإذا كان ذاكُم فانتظروا الدجالَ مِن يومِهِ أو مِن غده”. السلسلة الصحيحة.
- قبل خروج الدّجال تكون هناك ملحمة كبيرة بين المسلمين والروم النصارى، وينتصر فيها المسلمون: وسبب هذه الملحمة هو ما أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام حيث قال كما في سنن أبي داود:ستُصالِحونَ الرُّومَ صُلْحًا آمِنًا، فتَغزُونَ أنتم وهُمْ عَدُوًّا مِن وَرائِكُم، فتُنْصَرون وتَغْنَمون وتَسْلَمون، ثُمَّ تَرْجِعون حتَّى تَنزِلوا بمَرْجٍ ذي تُلُولٍ، فيَرفَعُ رَجُلٌ مِن أهْلِ النَّصرانيَّةِ الصَّليب، فيَقولُ: غَلَبَ الصَّليبُ! فيَغضَبُ رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمينَ فيَدُقُّهُ، فعندَ ذلكَ تَغْدِرُ الرُّومُ، وتَجْمَعُ للمَلْحَمةِ” صحيح إسناده الشيخ الألباني في مشكاة المصابيح.