متى يكون الزمن الذي يخرج فيه الدجال؟

اقرأ في هذا المقال


الزمن الذي يخرج فيه الدجال:

يخرج الدّجال بعد ظهور المهدي وفتحه الجزيرة العربية وفارس والروم “أي بمعنى بلدة القسطنطينية” ورمية، وبعد أن يسبقه من الفتن ما يسبقه. فقد أخرج البخاري ومسلم واللفظ له عن نافع بن عتبة بن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: تغزون جزيرة العرب، فيفتحها الله، ثم فارس، فيفتحها الله، ثم تغزون الروم، فيفتحها الله، ثم تغزون الدّجال، فيفتحهُ الله”.
وأخرج البخاري ومسلم عن نافع قال:” يا جابر، هو جابر بن سمرة؛ لا نُرى الدّجال يخرج حتى تقتحم الروم”. تغزون الدّجال فيفتحهُ الله: أي المكان الذي فيه الدّجال، والقوم الذين معه.
ويكون خروج الدّجال بعد فتح القسطنطينية الثاني، وهذا ما أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام، أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام:”سمعتُم بمدينةٍ جانِبٌ منها في البَرِّ، وجانِبٌ في البحرِ؟ لا تقومُ الساعةُ حتى يغزوَها سبعون ألفًا من بني إسحاقَ، فإذا جاؤوها نزلوا فلم يقاتِلوا بسلاحٍ، ولم يَرموا بسهم، قالوا: لا إله إلا اللهُ واللهُ أكبرُ، فيسقط أحَدُ جانبَيها الذي في البحرِ، ثم يقول الثانيةَ: لا إله إلا اللهُ واللهُ أكبرُ، فيسقطُ جانبَها الآخرُ، ثم يقول الثالثة: لا إله إلا اللهُ واللهُ أكبرُ، فيفرجُ لهم ، فيدخُلونها، فيغنَمون، فبينما هم يقتسمون المغانمَ إذ جاءَهم الصريخُ، فقال : إنَّ الدجَّالَ قد خرج، فيَتركون كلَّ شيءٍ ويرجعون”.
ويدل على ذلك أيضاً ما أخرجه أبو داود عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:”عُمْرانُ بيتِ القُدْسِ خرابُ يَثْرِبَ، وخرابُ يَثْرِبَ خروجُ المَلحَمَةِ، وخُروجُ المَلْحَمةِ فَتْحُ القُسْطَنْطينيَّةِ، وفَتْحُ القُسْطَنْطينيَّةِ خروجُ الدَّجَّالِ، ثمَّ ضرَب بيدِه على فخِذِ الَّذي حدَّثه أو مَنْكِبَيْهِ، ثمَّ قال: إنَّ هذا الحقُّ كما أنَّكَ ها هنا” صحيح الجامع.

فتنة الدجال أعظم فتنة في تاريخ البشرية:

وفتنة المسيح الدجال من أعظم الفتن التي تمر على البشرية منذ أن خلق آدم إلى قيام الساعة، وذلك لما أعطاه من خوارق العادات، والتي هي بمثابة الفتنة والاختبار للعباد.
لقد أخرج الإمام مسلم عن أبي الدهماء وأبي قتادة، قالا:”كُنّا نَمرُّ علَى هِشَامِ بنِ عامرٍ، نَأتي عِمران بنَ حُصَين، فَقال ذَات يَومٍ: إنَّكُم لَتُجَاوزُونِي إلى رِجالٍ، ما كانُوا بأَحْضَر لِرَسولِ اللهِ صلَّى اللَّه عليه وسلمَ منِّي، وَلَا أَعلَمَ بحَديثِهِ منّي، سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقول: ما بينَ خَلْقِ آدَم إلى قِيامِ السَّاعة خَلْقٌ أَكبَر مِن الدَّجالِ. وفي رواية: كُنا نمر علَى هِشام بن عامِر إلى عمران بن حُصَينٍ،… بمِثلِ حَديثِ عبدِ العَزِيزِ بنِ مُختَارٍ، غيرَ أنَّه قالَ: أَمرٌ أَكبر مِن الدَّجال”. وفي رواية عند الإمام أحمد: فتنة أكبر من فتنة الدّجال.
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري، تعليقاً على هذا الحديث: وفي إطلاق الدنيا على الدّجال إشارة إلى فتنة الدّجال أعظم الفتن الواقعة في الدنيا. ولعظم الفتنة وخطرها كان كل نبي يُحذّر من فتنته؛ لأنهم أعلم الناس بخطره.
ففي سنن ابن ماجه وصحيح ابن خزيمة، ومستدرك الحاكم عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال:”ا أَيُّها الناسُ ! إنها لم تكن فتنةٌ على وجهِ الأرض، منذُ ذَرَأَ اللهُ ذُرِّيَّةَ آدمَ أَعظَم من فتنةِ الدَّجال، وإن الله عَزّ وجَلَّ لم يَبعَث نبيًّا إلا حَذَّر أُمَّته الدَّجال، وأنا آخرُ الأنبياءِ ، وأنتم آخر الأُمم، وهو خارجٌ فيكم لا محالة، فإن يخرج وأنا بين أَظهُرِكم، فأنا حجِيجٌ لكلِّ مسلم، وإن يخرج من بَعدِي، فكلٌّ حجِيجُ نفسِه، واللهُ خَلِيفَتِي على كلِّ مسلم، وإنه يخرجُ من خُلَّة بين الشام والعراقِ .
ففي صحيح البخاري عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال: “قام النبي عليه الصلاة والسلام في الناس، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم ذكر الدّجال، فقال: إني لأنذركموه، وما من نبيٍ إلا أنذره قومه، ولكني سأقول لكم فيه قةلاً لم يقله نبيّ لقومه، إنه أعور، وإن الله ليس بأعور”.
وفي صحيح البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام: “ما بُعث نبيّ إلا أنذر أمّته الأعور الكذاب، ألا إنه أعور، وإنّ ربكم ليس بأعور، وإنّ بين عينيهِ مكتوب”كافر”.


شارك المقالة: