لقد كان للحديث النّبويّ الشريف من حيث اتصال السند وصفات الرواة درجات من حيث القبول ، تبدأ بالحديث الصحيح ثم الحديث الحسن ثم الضعيف، فأمّا الصحيح وهو بأعلى المراتب في التشريع فهو: ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير شذوذ ولا علة قادحة، ثم تأتي من بعده درجة الحديث الحسن التي سنتعرف على مفهومة ومصادره من الكتب والمصنّفات.
مفهوم الحديث الحسن وحجيّته
إنّ مفهوم الحديث الحسن يطلق على ما كان دون الحديث الصحيح، من خلال رجالٍ عدول كانوا أخفّ ضبطاً من رجال الحديث الصحيح الّذين هم بأعلى مستويات رجال الحديث، والحديث الحسن هو محط قبولٍ عند أهل الفقه يحتجّ به.
مصادر في الحديث الحسن
إنّ الحديث الحسن من حيث مرتبته بعد الصحيح من الحديث لم يجمع لوحده كما الصحيح الّذي أفرد بكتب خاصة كالصحيحين للبخاريّ ومسلم، بل جُمِع مع غيره من أصناف الحديث الأخرى من الصحيح والضعيف ومن أهم مصادر الحديث الحسن:
1ـ الجامع للإمام الترمذيّ رحمه الله تعالى، وهو كتاب يأتي بالمرتبة بعد الصحيحين، وهو من أصحاب السنن من تلاميذ البخاريّ.
2ـ السنن لأبي داوود السجستانيّ وهو كما الترمذي رحمه الله من تلاميذ شيخنا البخاريّ.
3ـ المجتبى للإمام النّسائي رحمه الله تعالى.
4ـ سنن بن ماجه وهو ما يسمّى: (بسنن المصطفى)وهو من عمالقة عصره في الحديث.
5ـ المسند للإمام الفقية صاحب المذهب الحنبليّ أحمد بن حنبل.
6ـ المسند للموصلي .
وغيرها من موارد الحديث التي جمعت الحديث الحسن مع غيره من أقسام الحديث.
فائدة
لقد كان تبويب الحديث الحسن والتصنيف به بناء على منهجية قامت على دراسة الحديث النّبويّ الشريف والتفريق بين صحيحة وحسنة، وإعطاء كل رواة الحديث النّبويّ الشريف حقّهم وصفتهم في العدالة والضّبط، وميّزوا أيضاً بينه وبين الحديث الضعيف الّذي هو من أدنى أصناف الحديث من حيث القبول، فأصحاب السنن الأربعة عدا الشيخان، وهم الترمذي والنسائي وأبو داوود وابن ماجة أبحروا في الحديث الحسن بمنهجيّة مختلفه عمّا اقتصر تأليف من كان قبلهم بالصحيح لشروط في قبول الحديث النّبويّ الشريف لا تصدر إلّا الحديث الصحيح.