أمرنا الله تعالى كمسلمين بنُصرة الدين الإسلامي، بأنفسنا وأموالنا وأقوالنا، وخصص الله تعالى حصة من أموال الزكاة لمصرف في سبيل الله، فمَن المقصود في مصرف في سبيل الله؟ وما هي الأوجه التي مِن الممكن صرف سهم في سبيل الله فيها؟
ما المقصود من مصرف في سبيل الله؟
كانت هذه المسألة محطّ خلافٍ بين الفقهاء، ثمّ امتدّت لتتعدّدُ فيها الأقوال في العصر الحديث، ففي البداية اتّفق الفقهاء على أنّ الغزاة من الأصناف الذين يشتمل عليهم مصرف في سبيل الله، أمّا غير ذلك من الأصناف فقد كان فيها عدّة أقوال، منها:
الرأي الأول:
المقصود من مصرف في سبيل الله هم فقط الغزاة.
الرأي الثاني:
يمتدّ نطاق مصرف في سبيل الله ليشتمل على الغزاة ومَن يذهب في حج أو عمرة.
الرأي الثالث:
إنّ المقصود من مصرف في سبيل الله هم الذين يقومون بأي عمل فيه طاعة أو تقرّب من الله تعالى.
الرأي الرابع:
يقول أصحاب هذا الرأي بأنّ مصرف في سبيل الله يستحقّه كل مَن يقوم بعمل يتعلّق بتحقيق المصالح العامّة.
الرأي الخامس:
أراد الشرع من مصرف في سبيل الله الجهاد بما يتضمنه في معناه العام، سواء كان بالنفس أو المال، أو القول، مثل الدعوة إلى الله تعالى، والقتال في سبيل الله.
والرأي الراجح من هذه الأقوال هو الرأي الخامس؛ لأنّ الاستعمال العام للفظ في سبيل الله، هو ما يتعلّق بالقتال والجهاد، حيث ورد لفظ في سبيل الله في القرآن الكريم في أغلب المواقع مرتبطاً مع القتال في سبيل الله.
أوجه إنفاق سهم في سبيل الله من أموال الزكاة:
- أولاً، الإعداد للجهاد والقتال الذي أمرنا به الله تعالى، مثل إنشاء المصانع المختصة بالمعدات الحربية، والعمل على تمويلها، وإنشاء معاهد التدريب على القتال واستعمال الأسلحة، للدفاع عن الدين الإسلامي، والتدريب على خطط مواجهة الأعداء في المعارك، وتوجيه المقاتلين.
- ثانياً، إنفاق مصرف في سبيل الله لإيجاد كلّ ما يُحقق نصرة الدين الإسلامي، من خلال قيام مراكز الدعوة والإرشاد، والعمل على نشر العلم من خلال طباعة الكتب والنشرات الخاصة بهذه المواضيع، دعم مراكز وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم، بالإضافة إلى تمويل المواقع الإلكترونية الإسلامية، والقنوات الفضائية، التي محتواها الدعوة إلى الله تعالى، وهداية الناس للدين الإسلامي.