معنى توحيد الربوبية ومداره في العقيدة الإٍسلامية

اقرأ في هذا المقال


التوحيد كلمة لها معنى واسع ومهم في الإسلام، وفي تحقيق الغاية من خلق الكون والعباد، ويشتمل على موضوعات اعتقادية تشكل أساس الشريعة الإسلامية، وأصل الإيمان بوجود الله تعالى، والحرص على تحقيق عبادته وحده، ويقوم التوحيد بداية على توحيد الربوبية، فما معنى توحيد الربوبية؟ وما مداره في العقيدة الإسلامية؟

معنى توحيد الربوبية

توحيد الربوبية هو أن يعتقد المسلم باختصاص الله تعالى وحده في أفعاله، وأن يعتقد بقدرته الله تعالى وحده على التدبير، والخلق والبعث، وأنّ الله تعالى وحده مالك الكون والحياة.

ومن توحيد الربوبية أن يعتقد المسلم بفضل الله تعالى على عباده، من إحياء وإماته، وحكم وتدبير، وتسخير واستخلاف، فكل هذا من الله تعالى، ولله تعالى، وفضلاً من الله تعالى على العباد، كلها أمور اختصت بالله تعالى وحده دون سواه.

مدار توحيد الربوبية في العقيدة الإسلامية

يدور توحيد الربوبية في العقيدة الإسلامية حول محور ثابت، يمر في مسار الخلق، ثم الملك، ثمّ الحكم والأمر، فالله تعالى وحده خالق كل شيء، ولا يماثله مخلوق في الكون بقدرته على الخلق واختصاصه عز وجل في ذلك.

كما يملك الله تعالى الكون وما فيه، فهو مالك الملك، ولا يشبهه أحد من خلقه في الملك، ثمّ أنّ الحكم والأمر في الكون كله للخالق جل وعلا، لا يقدر أحد على التعقيب لحكمه، ولا التدخل في أمره سبحانه وتعالى، فهو الحاكم المدبر في الكون والشرع.

من أدلة التوحيد في القرآن الكريم

من الآيات القرآنية التي جاءت لتدل على توحيد الربوبية قوله تعالى: “هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ”سورة فاطر 3.

ومنها قوله تعالى: “فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ” في سورة البروج 16، وفي سورة البقرة  آية 107 قوله تعالى: “أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ”.

هل يكفي توحيد الربوبية للوصول إلى درجة الإيمان بالله

إنّ توحيد الربوبية أمر ينبع من أساس الفطرة السليمة للإنسان، لكن هناك مَن يُشرك مع الله تعالى غيره في العبادة، رغم الإقرار بتوحيد الربوبية، لذلك لا يمكن الحكم على إسلام المرء، بالإقرار بتوحيد الربوبية فقط، وإنما يجب إفراد الله تعالى بالألوهية والعبادة.

وهناك بعض الطوائف التي تنكر توحيد الربوبية في الظاهر، لكنهم غير قادرين على إنكاره في داخلهم، فهذا أمر فُطر عليه الإنسان ومُتقرر في داخله، ولا مفرّ من الإقرار به، وإنما يُكابر بعض الناس بإنكار ذلك، للسير على ما اعتقده أهلهم وأقوامهم.


شارك المقالة: