معيار التفريق بين الفقير والغني لإخراج الزكاة

اقرأ في هذا المقال


بما أن الله تعالى فرض الزكاة في أموال الأغنياء كحق للفقراء والمحتاجين، لا بدّ لنا التمييز بين الغني والفقير، لتحقيق العدل المنشود من فرض الزكاة، وأن يكون هذا التمييز متوافقاً مع العصر الذي نعيش فيه الآن، ومواكباً للظروف والأحوال الاقتصادية والمالية السائدة، بما يُرضي العقل والدين.

معايير التفريق بين الغني والفقير في عهد النبوة:

كان معيار الغنى في عصر النبوة والصحابة، هو أن يكون الفرد مالكاً لأرض، أو زرع أو أنعام أو سلع وبضائع (عروض تجارة)، ومن معايير الغنى في ذلك الوقت أن يكون لدى الفرد مقداراً من المال، يفيض عن حاجاته وضروريات حياته، ومرّ على هذه الأموال حول كامل، من غير أن يحتاج صاحبها منها شيء.

وحسب معايير ذلك الزمن فإن مَن يكون قادراً على العمل، ويعمل عند شخص آخر، مقابل أن يتقاضى مقداراً معيناً من الأجر، هو من الفقراء، كونه لا يملك شيئاً من المال، ويعتمد على ما يتقاضاه من أجر مقابل العمل لإيجاد قوت يومه.

معايير التفريق بين الغني والفقير في العصر الحديث:

تختلف معايير التفريق بين الغني والفقير من زمن لآخر، تبعاً للظروف والأحوال الاقتصادية السائدة، فهناك مَن لا يملك أرضاً ولا بيتاً، ولا أنعام وغيرها، لكن يعمل في إحدى الشركات أو البنوك، ويتقاضى مبالغاً كبيرة من المال، كأجرة مقابل عملها، وهذا لا يمكن اعتباره من الفقراء باعتبار أنه لا يملك شيئاً من الأموال المذكورة سابقاً.

وقد نجد أن هناك فلاح يملك أرضاً وبيتاً، لكن يعيش في بيته ولا يعود عليه شيء من إنتاج الأرض، ليكفي به حاجته ويعيل به أسرته، فاعتُبر حسب معايير التفريق بين الغني والفقير في العصر الحديث، ممَن يستحق أموال الزكاة والصدقات.

ومن أهم معايير التفريق بين الغنى والفقير في عصرنا الحديث، هو مقدرة الفرد على تدبير حاجاته، وتأمين نفقات أسرته، فمن لم يقدر على تدبير حاجاته يُعد فقيراً وإن كان يملك أرضاً أو بيتاً. وذلك بسبب الظروف الاقتصادية السائدة، متمثلة في ارتفاعات كبيرة بأسعار السلع، ومشكلات كثيرة في تسويق المنتجات الزراعية. فضلاً عن أنّ أغلب الناس في وقتنا الحاضر يعانون من تراكم الديون والقروض، التي يلجؤون إليها في أغلب الأحيان، لتدبير نفقاتهم وتسديد التزامات أخرى.

ونحن الآن في أمس الحاجة لدراسة هذه المعايير، التي تعيننا في إيجاد المستحقين الفعليين لأموال الزكاة والصدقات، ومتابعة هذا الأمر للوصول إلى تحقيق العدل الذي كانت الزكاة والصدقات لأجله.


شارك المقالة: