منافاة التوحيد في العقيدة الإسلامية

اقرأ في هذا المقال


التوحيد هو أساس الإيمان بالله تعالى، وهو المضمون الرئيسي للدين الإسلامي، وعلى المسلم أن يبتعد عن كل ما يُضاد كلمة التوحيد ويُنافيه، وهو الشرك بالله، الذي يكون على نوعين كما تصطلح الشريعة الإسلامية في هذا المجال، وسنتعرف عليهما في هذا المقال إن شاء الله.

الشرك الأكبر

الشرك هو أن يتخذ العبد مع الله تعالى معبوداً آخراً، ويُؤمن بأمور أخرى تندرج تحت مضمون الشرك بالله، كالذين يربطون أمور الخير بالنور، وأمور الشر بالظلمة.

وقد يُشرك العباد مع الله تعالى إلهاً آخراً، من الملائكة أو الرسل أو الأولياء، ومنهم مَن يعبد الكواكب والنجوم، مثل الشمس أو القمر، ويكون ذلك بدعائهم والاستعانة بهم، وفي بعض الحيان يقومون بالذبح لهم، والنذر في سبيل إرضائهم والقيام بالعديد من أنواع العبادات؛ لأجل كسب الخير منهم.

هل تشترط مساواة الشريك لله حتى يصبح العبد مشركاً؟

ليس من شروط الشرك أن يُساوي العبد بين الله تعالى ومن يُشرك به، وإنما يعتبر العبد مشركاً بمجرد تسميته لأي معبود غير الله تعالى، أو قصد غير الله تعالى في الأفعال والأقوال.

وجاء في موضوع الشرك قوله تعالى: “تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ* إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ”سورة الشعراء 97-98، والمقصود من ذلك أن يسوّي العبد بين الله ومَن يشرك به بالعبادة في الحب والخوف، والاستسلام والرجاء، وعدم التسوية على إيجاد في القدرة على الخلق؛ لأن ذلك مختص بذات الله تعالى وحده، فالمشرك يعتقد بوحدانية الله تعالى في إيجاد الخلق.

خطورة الشرك الأكبر

من مخاطر الشرك الأكبر إحباط الأعمال فقال تعالى: “وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ” سورة الأنعام 88، كما أنّ مصير المشرك بالله شركاً أكبر هو نار جهنم، وقد تغفر كل ذنوب بني آدم يوم الحساب إلّا الشرك بالله، فهو ذنب لا يُدخل صاحبه النار، حيث قال تعالى: “إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء”سورة النساء 48.

الشرك الأكبر من أعظم جرائم الدنيا

إنّ الشرك بالله من أفظع الذنوب التي يرتكبها العبد في الدنيا، واعتبر من أعظم الجرائم، وأكبر الذنوب عند الله تعالى، حيث قال تعالى: “وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا” سورة النساء 48.

الشرك الأصغر

ويكون الشرك الأصغر بعدّة أفعال يرتكبها العبد، منها عدم قصد وجه الله تعالى في العبادة والإخلاص له، حيث يقصد العبد الحظ والسعادة لنفسه، أو يهدف تحقيق أهداف في الدنيا، كالمناصب والجاه، وهنا يكون قد أشرك العبد مع الله تعالى غيره في القصد من العبادة.

والأصل في العبادة أن تكون خالصة لوجه الله تعالى، وقد يقود ذاك إلى الشرك الأكبر في بعض الأحيان، حسب ما يُقصد من القول.

هل يخرج الشرك الأصغر العبد من ملة الإسلام

إنّ هذا النوع من الشرك لا يُخرج العبد عن سبيل الإسلام، إلّا أنه يقود صاحبه إلى مخاطر كبيرة، فيُحمّل العبد الذنوب، ويحبط أعماله،  ويقلل من أجر عبادته، ويقول _الرسول عليه الصلاة والسلام_ فيما يرويه عن ربه في الحديث القدسي: “أنا أغنى الشركاء عن الشرك، مَن عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه” رواه مسلم.

وينهى الإسلام عن الشرك بالله تعالى، سواء الأكبر أو الأصغر، لما له من عواقب خطيرة على العبد، في الدنيا والآخرة، وممّا جاء في القرآن الكريم في النهي عن الشرك بالله، قوله تعالى: “فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا” سورة الكهف 110.


شارك المقالة: