من بعض الأمور التي تجلب الخشوع في الصلاة- متابعة المؤذن

اقرأ في هذا المقال


الأمور التي تجلب الخشوع في الصلاة متابعة المؤذن:

لا شكّ بأن متابعة المؤذن والقول مثلما يقول، هي من أسباب جلب الخشوع في الصلاة؛ وذلك لأنّ إجابة المؤذن حينما يقول: لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله، فهي وحدها تكفي للإلتجاء لله تعالى، واعتماد القلب عليها، يعني أنّ لا حولَ ولا قوةَ للعبدِ إلا به سبحانه .
لقد قال الإمام النووي رحمهُ الله: قال أبو الهيثم: الحول هي الحركة أي أنه لا حركةَ ولا استطاعة إلا بمشيئة الله تعالى، وقيل أنه لا حول في دفع شرٍّ ولا قوةً في تحصيل خيراً إلا بالله تعالى، وقيل أيضاً أنه لا حولَ عن معصية تعالى إلّا بعصمتهِ، ولا قوةَ على طاعتهِ إلّا بمعونته، وحكي هذا عن ابن مسعود رضي الله عنه.
فمن السنّة أنّ من سمع المؤذن والمُقيم أن يتابعه سرّاً بقوله، فيقولُ كما يقول المؤذن، إلّا في الحيعلتين: لا حول ولا قوةَ إلا بالله، ثم بعد ذلك يُصلّي على الرسول الكريم محمد عليه الصلاةُ والسلام وأن يقول الأذكار المشروعةِ بعد الأذان، وأنه لا شكّ أنه عليه الصلاة والسلام شرعَ لأمتهِ في الذكر عند الأذان وبعدهُ خمسةُ أنواعٍ وهما ما يلي:

  • الأول: إنّ على السمعِ للأذانِ أنّ يقول مثلما يقول المؤذن إلّا في لفظ: “حيّ على الصلاة وحيّ على الفلاح”، فبقولُ: “لا حول ولا قوةَ إلّا بالله”، وذلك دليل على حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: “إذا سمعتُم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذنُ” شرح النووي على صحيح مسلم.
  • الثاني: أن يقول بعد تشهد المؤذن: وأنا أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، رضيت بالله رباً، وبحمد رسولاً ، وبالإسلام ديناً فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قال حبن يسمع المؤذن: أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، رضيت بالله رباً وبمحمد رسولاً وبالإسلام ديناً، فقد غُفر ذنبه”.

  • الثالث: يُصلّي على النبي عليه الصلاة والسلام بعد أنّ يُكمل من إجابة المؤذن، وذلك لحديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع النبي عليه الصلاة والسلام يقول: ” إذا سمعتُم المؤذن فقولوا كما يقول، ثم صلّوا عليّ، فإنه من صلّى عليّ صلاةً صلى الله عليه بها عشراً، ثم سلو الله لي الوسيلة؛ فإنها منزلةٌ في الجنة لا تنبغي إلّا لعبدٍ من عباد الله تعالى، وأرجوا أن أكون أنا هو ، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة” رواه مسلم -كتاب الصلاة.
  • الرابع: أنّ يقول المسلمُ بعد صلاتهِ على النبي عليه الصلاة والسلام ما ثبت في حديث جابر رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: “من قال حين يسمعُ النداء: اللهم ربّ هذه الدعوة التامةِ والصلاة القائمة آتِ محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثهُ مقاماً محموداً الذي وعدته حلّت له شفاعتي يوم القيامة” رواه البخاري.
  • الخامس: أن يدعو المسلم لنفسهِ بعد كلّ ذلك وأنّ يسأل الله من فضلهِ؛ فإنه يُستجاب له، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “الدعوة لا ترد بين الأذان والإقامة فادعوا الله لعلها تكون لحظة إجابة” رواه أبو داود.

شارك المقالة: