اقرأ في هذا المقال
من علامات الدجال – فتنة الدهيماء:
أولاً: جاء في حديث الفتن العظام عن عبد الله بن عمر وفيه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: “ثم فتنة الدهيماء لا تدع ُ أحداً من هذه الأمة إلا لفطمتهُ لطمةً، فإذا قيل انقضت تمادت يُصبح الرُجلُ فيها مؤمناً ويُمسي كافراً حتى يصير الناسُ إلى فسطاطين فُسطاط إيمان لا نفاق فيه وفُسطاط نفاق لا إيمان فيه فإذا كان ذاكم فانتظروا الدّجال من يومه أو من غدِهِ” أخرجه أبو داود.
إنّ هذا الحديث يُشير إلى فتنة الدهيماء، وهي الفتنة السوداء المظلمة التي تكون بين يدي خروج الدّجال وعلامة ًمن علاماتهِ والموطئةِ لخروجه، وهذه الفتنة تتميز عن غيرها من الفتن بأنها أشبهُ الفتن بفتنة الدّجال مع فارق في الدرجة، ولئن كان حظ فتنة الدجال في معيار الفتن مئةً بالمئه فإنّ حظ فتنة الدهيماء يكون تسعين بالمئة، لذا من أراد أنّ يعرف حقيقة هذه الفتنة ومعالمها فليدرس فتنة الدّجال وحبائلهِ وأتباعه، فإنه سيعيش مع نفس الوصف من الدّجل والتلبس على الناس والتضييق على عباد الله، وسيكون أتباع هذه الفتنة وأنصارها هم طليعة أتباع فتنة الدّجال، طبعاً مع مراعاة الفارق في الدرجة بين الفتنتين.
وقد بينت علاقة هذه الفتنة في نهايتها بحسرِ الفرات عن جبل من ذهب، وكذلك علاقتها بآية الدخان وعلاقتها بخروج المهدي، وهذه الأحداث مترابطة ومتصلة ومتشابكة.
من علامات الدجال – وقوع أمور عظيمة قبل خروج الدجال:
عن سمرة بن جندب رضي الله عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم في خطبتهِ بعد كسوف الشمس، حيث جاء فيها: “وإنهُ والله لا تقوم السّاعة حتى يخرج ثلاثون كذاباً آخرهم الأعور الدّجال ممسوح العين اليُسرى، ولن يكون ذلك كذلك حتى تروا أموراً يتفاقم شأنها في أنفسكم وتساءلونَ بينكم هل كان نبيّكم ذكر لكم منها ذكراً وحتى تزول جبالٌ على مراتبها. وفي رواية الحاكم وابن أبي شيبة: عن مراسيها” أخرجه أحمد.
شرح الحديث:
هذا الحديث سبق شرحه في الحدث الكوني والشاهد فيه هنا هو أنّ خروج الدّجال يسبقه بعض الأمور العظيمة التي تتأثر بها الأمة كلها، بل يتحيرون متسائلين: هل هذه العظائم لها ذكر في هدي النبي عليه الصلاة والسلام، وهذا يشير إلى مدى خطورة ما سيقع والذي من بينها زوال الجبال، وقد فصلت القول في تصوراتي لهذه العظائم في الحدث الكوني، فراجعة، وفي ظني أن إرهاصات هذه العظائم قد بدأت في عصرنا، ونسأل الله السلامة.