من علامات الساعة - الاعتداء في الطهور الدعاء

اقرأ في هذا المقال


من علامات الساعة – الاعتداء في الطهور الدعاء:

عن عبد الله بن مُفعل رضي الله عنه أنه سمعَ ابنه يقول: اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها فقال: أي بُني سل الله الجنة وتعوّذ به من النار فإني سمعتُ رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: “إنهُ سيكونُ في الأمة قومٌ يعتدون في الطهور والدعاء”. أخرجه أبو داود.
عن مولى سعد أن سعداً رضي الله عنه، سمعَ ابناً له يدعو وهو يقول: “اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها وإستبرقَها وضحواً من هذا وأعوذ بك من النار وسلاسِلها وأغلالِها ؟ فقال : لقد سألت الله خيراً كثيراً وتعوذت به من شرٍ كثير وإني سمعت رسول الله يقول:”سيكون قوم يعتدون في الدعاء”. رواه أحمد وسكت عليه ابن كثير .
شرح الحديث:
يلحظُ من مناسبة ورود الحديث من الصحابي أنه رأى ابنه يطلب القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخَلها، فقال: محذراً لابنه بأن هذا تجاوزٍ للحدّ في الدعاء وسوء أدب مع الله تعالى، وهذه صفة لا تليق بمسلم، وإنه سيأتي أقوامٌ أخبر عنهم النبي عليه الصلاة والسلام بأنهم يتجاوزون في دعائهم، فيسيئونَ الأدب مع الله إما في طبيعة طلبهم، أو في طريقة الطلب، ووجه إنكار الصحابي على ابنه قد يكون؛ لأنه طلب منازل الأنبياء أو طمع بما لا يبلغه عمله، أو لأنه سأل شيئاً معيناً في الجنة بطريقة موحية أنه تجاوز فيها حدّ الأدب مع الله تعالى.

إنّ من أشكال الاعتداء في الدعاء التكلف فيه بسجع ونحوه أو تحويله إلى ترنيمةِ أقربُ للغناء منها للطلب والتضرع لله، ومنها أيضاً الدعاء الآثم الذي يتضمن فيه ظلم للعباد، أو قطيعة رحم، وهذه الأشكال من الاعتداء في الدعاء أصبحت سمةُ عصرنا وكأننا من أهل هذا الحديث، فعلى سبيل المثال التلفظ بكلمات مثل: الله يغضب عليك، أو الله يقصف عمرك أو الله يفضحك، الله يأخذك، فغير ذلك من الأشكال أصبحت كلمات يتفكه بها الكثيرون، بل هناك من الأدعية التي تدخل عند البعض في باب النكاتِ والفكاهةِ والتسالي، ولا يعلم هؤلاء أنهم بكلماتهم يخاطبون عظيم السماوات والأرض، والأصل أن يحسنوا الأدب بين يديه.
وهناكُ أمرٌ يتجاوز فيه الناس فيه الحدّ هو الطهور سواء كان وضوءاً أو غُسلاً، ووجه الاعتداء فيهما إنما يكون بالإسراف في الماء أو المبالغة في الغسل إلى حدّ الوسواس، أو تجاوز الحد المسنون كمن يزيدُ على ثلاثِ غسلات.


شارك المقالة: