من علامات الساعة الصغرى

اقرأ في هذا المقال


ذكر بعض علامات الساعة الصغرى:

إن علامات الساعة الصغرى كثيرة ومتعددة ومتنوعة، وسنذكر في هذا المقال أيضاً بعض هذه العلامات ومنها ما يلي:

  • شيوع الأمن والرخاء: لقد عاشوا المسلمون مدة طويلةً في مكة المكرمة والمدينة، وهم يقضون حياتهم ما بين قتال الأعداء وترقب لحروبٍ عدة ومعارك، فأخبرهم النبي عليه الصلاة والسلام أنه مع تقدم السنين، واقتراب الساعة، سيكثر الأمن ويعمُ الرخاء، وقال النبي عليه الصلاة والسلام:” لا تقوم الساعة حتى تعود أرضُ العرب مروجاً وأنهاراً، وحتى يسيرُ الراكب بين العراق ومكة لا يخاف إلا ضلال الطريق، وحتى يكثر الهرج. قالوا: وما الهرج يا رسول الله، قال:”القتل” ويؤيده قول النبي عليه الصلاة والسلام، لعُدي ابن حاتم رضي الله عنه، يا عُدي هل رأيت الحيرة، قال: لا لم أرها وقد أُنبئتُ عنها. قال: فإن طالت بك حياة لترين الظعينة” أيّ المرأة” ترتحل من الحيرة، حتى تطوف بالكعبة، لا تخاف أحداً إلا الله”. رواه البخاري.
    وسيكثرُ المال ويفيض بإذن الله، ويعم العدل مكان الظلم والجور على زمن المهدي وعيسى عليه الصلاة والسلام.
  • ظهور نار من الحجاز: إن من علامات الساعة التي أخبر عنها رسول الله عليه الصلاة والسلام، بأنهُ ستخرج نارٌ عظيمة من أرضِ الحجاز، بالقرب من المدينة المنورة، وقد بين البعض من العلماء والمؤرخين على أن هذه العلامة عام 654 هجرية.
    قال الحافظ ابن كثير متحدثاً عنها: لقد كان ظهور النار من أرض الحجاز، والتّي أضاءت لها أعناق الإبل ببصرى، كما قيل في الحديث، فقد قال رسول الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز؛ تضيء لها أعناق الإبل ببصرى”. رواه البخاري. وقيل بأن النار بقيت ثلاثة أشهر، وكانت نساءُ المدينة يغزلنّ على ضوئها.
    قال أبو شامة واصفاً الواقعة: عندما كانت ليلةُ الأربعاء”3″ جمادى الآخرة سنة”654″، ظهر بالمدينة المنورة دَوي عظيم، ثم حدثت زلزلة رجفت منها الأرض والحيطان وسقوف البيوت والخشب والأبواب ساعة تلوَ ساعة إلى يوم الجمعة من الشهر المذكور. ثم بعد ذلك ظهرت نار عظيمة في الحرّة موضع المدينة قريبة من بني قريضةَ نراها من بيوتنا من داخل المدينة، وكأنَها نارٌ عظيمة سالت أودية بالنار إلى وادي شظا مسيل الماء، وهي تَرمي بشرر كالقصر.
  • قِتالُ الترك: لقد ظهر لنا إن من علامات الساعة حروبٌ ومعارك، فقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام، بأنها ستقعُ بين المسلمين وغيرهم، وبيان ذلك وقوع معركة بين المسلمين والترك، وقد حصل ذلك القتال في عصر الصحابة، مع أول خلافة بني أمية، وهُزموا الترك وغنموا منهم.
    فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: “لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا الترك، صغار الأعين، حُمر الوجوه، ذُلف الأنوف، كأن وجوههم المِجان المطرقة، ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً نعالهم الشعر”. رواه البخاري ومسلم. والمقصود بهم والله أعلم التتار المغول الذين سيطروا على البلاد الإسلامية عام” 656 هجري- 1258″ وسَفكوا الدماء فيها، ولكنهم أخيراً دخلوا في الإسلام.
  • ظهور رجالٌ ظَلمه لا يعرفون الرحمة يضربونَ الناس بالسّياط: أيضاً إن من علامات الساعة التي أخبر عنها نبينا الكريم عليهِ الصلاة والسلام، بأنهم أعوان الحُكام الظلمة، الذين يقومون بجلّد الناس بالسياط، التي تُشبه أذناب البقرِ من السياطِ بأنواعِها الجلدية والكهربائيةِ والمطاطيةِ وأغصان الشجر وغيرها.
    فعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: “يكون آخر الزمان رجالٌ معهم سياطٌ كأذناب البقر، يغدون في سخط الله، ويروحون في غضبه” رواه أحمد.
    عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:” صنفان من أمتي لم أرهما، قومٌ معهم سياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس”. رواه مسلم. وهذا الحديث حتى وإن لم يكن فيه التصريح بأنهم يضربون الناس، إلا أن وضعهم بالسخطِ واللعنة، قد يشير إلى كثرة اعتدائهم وظلمهم.
  • كثرة الهرج”القتل”: ومن علامات الساعة التي ذكرها رسول الله عليه الصلاة والسلام، كثرة القتل، حتى إن الرجل يقتل الرجل ولا يدري لماذا قتلهُ، ولا المقتول لماذا قُتل.
    عن أبي هريرة رضي الله عنه، إن الرسول عليه الصلاة والسلام قال:” والذي نفسي بيده لا تذهبُ الدنيا حتى يأتي يوم لا يدري القاتلُ لما قتَل، ولا المقتول فيما قُتل، فقيل: كيف يكون ذلك، قال: الهَرج القاتل والمقتولُ في النار”. رواه مسلم.
    وقد كان بدء الهرج بمقتلِ عثمان رضي الله عنه، وصارت الحروب تكثر بدون أسباب مقنعة، وقد ذهب ضحيتها الأُولوف من الناس مع ظهور العديد من الأسلحة المدمرة التي تخدم الحروب الطاحنة.

شارك المقالة: