من علامات الساعة الصغرى "استحلال البيت الحرام وهدم الكعبة"

اقرأ في هذا المقال


استحلال البيت الحرام وهدم الكعبة:

لا يستحلُ البيتُ الحرام إلا أهلهُ ألا وهم المسلمون، فإذا استحلّوه، فإنه يصيبهم الهلاك، ثم يخرج رجلٌ من أهل الحبشة، يُقال له: ذو السويقتين، فيُخربُ الكعبة، وينقضُها حجراً حجراً، ويسلبها حليتها، ويجرّدها من كسوتها، وذلك في آخر الزمان، حين لا يبقى في الأرض أحدٌ يقول: الله الله، ولذلك لا يُعمّرُ البيتُ بعد هدمه أبداً، كما جاءت بذلك الأحاديث الصحيحة.
روى الإمام أحمد بسنده عن سعيد بن سمعان، قال: سمعت أبا هريرة يُخبر أبا قتادة أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال:” يُبايع لرجل ما بين الركن والمقام، ولن يُستحل البيت إلا أهله، فإذا استحلّوه، فلا يُسأل عن هلكة العرب، ثم تأتي الحبشة، فيُخربونه خراباً لا يُعمّر بعده أبداً، وهم الذين يستخرجون كنزه”. مسند الإمام أحمد.
وعن عبد الله بن عمر، قال: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: يُخربُ الكعبة ذو السُويقتين، من الحبشة ويسلبها حليتها، ويجّردها من كسوتها، ولكأني أنظر إليه: أصيلع، أفيدع، يضرب عليها بمسحاته”. رواه أحمد.
وروى الإمام أحمد والشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: يُخربُ الكعبة ذو السويقتين من الحبشة”. مسند أحمد.
وروى الإمام أحمد والبخاري أيضاً عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي عليه الصلاة والسلام قال:” كأني أنظر إليه: أسود، أفحج، ينقضها حجراً حجراً أي الكعبة”.
وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:” في آخر الزمان يظهر ذو السويقتين على الكعبة، قال: حسبتُ أنه قال: فيهدمها”. فإذا قيل أن هذه الأحاديث تُخالف قول الله تعالى:”أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا” العنكبوت:67. فالله تعالى حبس عن مكة الفيل، ولم يمكّن أصحابه من تخريب الكعبة، ولم تكن إذ ذاك قبلة، فكيف يسلّط عليها الحبشة بعد أن صارت قبلة للمسلمين؟ قيل جواباً عن ذلك:” إن خراب الكعبة يقع في آخر الزمان، قرب قيام الساعة، حين لا يبقى في الأرض أحدٌ يقول: الله،الله، ولهذا جاء في رواية الإمام أحمد السابقة عن سعيد بن سمعان قوله عليه الصلاة والسلام:” لا يعمر بعده أبداً” فهو حرمٌ آمنٌ، ما لم يستحلّه أهله.
وليس في الآية ما يدّل على استمرار الأمن المذكور فيها.
وقد حدث القتال في مكة مراتٍ عديدة، وأعظم ذلك ما وقع من القرامطة، في القرن الرابع الهجري، حيث قتلوا المسلمين في المطاف، وقلعوا الحجر الأسود، وحملوه إلى بلادهم، ثم أعادوه بعد مدة طويلة، ومع ذلك لم يكن ما حدث معارضاً للآية الكريمة؛ لأن ذلك إنما وقع بأيدي المسلمين والمنتسبين إليهم، فهو مطابقٌ لما جاء في رواية الإمام أحمد من أنه لا يستحلّ البيت الحرام إلا أهله، فوقع ذلك كما أخبر النبي عليه الصلاة، وسيقع، ذلك آخر الزمان، لا يُعمرُ مرة أخرى، حين لا يبقى على ظهر الأرض مسلم.


شارك المقالة: