من علامات الساعة الصغرى – تخرج الأرض خيراتها:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:” تقيءُ الأرضُ أفلاذ كبدها أمثال الأُسطوان من الذهب والفضة، فيجيءُ القاتِلُ فيقول: في هذا قتلتُ ويجيءُ القاطعُ فيقول: في هذا قطعتُ رحِمي، ويجيءُ السارقُ فيقول: في هذا قُطعت يدي. ثم يدعونهُ فلا يأخذون منهُ شيئا” أخرجه مسلم.
إن هذا الحديث فيه إشارةً إلى النفط، ويدل ذلك على وصف النبي عليه الصلاة والسلام لطبيعته إخراجه من الأرضِ بقوله “تقيء” ممّا يُشير إلى أن هذه الكنوز سائلة وليست صلبة. “وأفلاذُ كبدها” إشارةً إلى أن هذه الكنوز هي من أهم ما في الأرض من خيرات في باطنها، والمعلوم أن أهم كنوز الأرض وأكثرها تأثيراً في عجلة الاقتصاد العالمي هو البترول، كأمثالِ الإسطوانِ وتصوير هذا الكتر؛ بأنه أمثال الأسطوان لا يتناسب مع الذهب والفضة؛ لأنها في حقيقتها لا تكون كذلك في باطن الأرض، ولعلَ المرادُ به تلك الأعمدةِ التي توضعُ في باطن الأرض لاستخراج النفط من الأرض.
ومثل هذا الأمرِ ودقتهِ فإنه لا ينطبق بصورةٍ متكاملة إلا على البترول، ومن تأمل إلى دقة هذا التوصيف وجماله في التعبير عن ذلك، يعلمُ بأنه لا يمكن أن يُصدر إلا عمن لا ينطق عن الهوى، ولو أراد إنسان من أهل البلاغة في الماضي التعبير عن استخراج الكنز الأسود من الأرض، فلن تطوع له اللغة بأوجزِ عبارةٍ وأجملها، وأوفِاها في التعبير بما يتفق والعقليةُ القديمة وحدود فهمها، وبما يتسع في الإفصاح لأهل تلك الإشارة وعصرهم، كما طوعت لمن أوتيَ جوامع الكلم فعليه أفضلُ الصلاة وأتم التسليم.