وقوع التناكر بين الناس:
عن حُذيفة رضي الله عنه؛ قال: سُئل رسول الله صلّى الله عليه وسلم عن الساعة؟ فقال:” عِلمها عند ربي، لا يجلّيها لوقتها إلّا هو، ولكن أخبركم بمشاريطها، وما يكون بين يديها، إنّ بين يديها فتنةً وهرجاً، قالوا: يا رسول الله، الفتنة قد عرفناها، فالهرج ما هو؟ قال: بلسان الحبشة: القتل، ويُلقي بين الناس التناكر، فلا يكاد أحدٌ أن يعرف أحداً”. مسند الإمام أحمد.
فوق التناكر عند كثرة الفتن والمحن وكثرة القتال بين الناس وحينما تستولي المادة على الناس، ويعمل كل منهم لحظوظ نفسه، مكترث بمصالح الآخرين، ولا بحقوقهم، فتنتشر الأنانية البغيضة، ويحيى الإنسان في نطاق أهوائه وشهواته، فلا تكون هناك قيمٌ أخلاقيّة يعرف بعض الناس بها بعضاً، ولا يكون هناك من الأخوّة الإيمانية ما يجعلهم يلتقون على الحبّ في الله، والتعاون على البر والتقوى.
وروى الطبراني عن محمد بن سوقة، قال:” أتيتُ نعيم بن أبي هند فأخرج إليّ صحيفة، فإذا فيها: من أبي عُبيدة بن الجرّاح ومعاذ بن جبل إلى عمر بن الخطاب، سلامٌ عليك، فذكر الكتاب، وفيه: وإنا كنا نتحدث أن أمر هذه الأمة في آخر زمانها سيرجعُ إلى أن يكونوا إخوان العلانية أعداء السرية، ثم ذكر جواب عمر رضي الله عنه لهما، وفيه، وكتَبتما تحذّراني أن أمر هذه الأمة سيرجع في آخر زمانها إلى إلى أن تكونوا إخوان العلانية، أعداء السّريرة، ولستم بأولئك، وليس هذا بزمان ذلك، وذلك زمانٌ تظهر فيه الرغبة والرهبة، تكون رغبة بعض الناس إلى بعض لصلاح دنياهم”.
كثرة موت الفجأة:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه يرفعهُ إلى النبي عليه الصلاة والسلام، قال:” إنّ من أمارات الساعة،… أن يظهرُ الموت الفجأة”. وهذا أمر نلاحظهُ ونشاهدهُ في هذا الزمان. حيثُ كثر في الناس موتُ الفجأة وشاع بينهم، فترى الرجل صحيحاً معافى، ثم يموتُ فجأة، وهذا ما يسميه الناس في الوقت الحاضر بما يسمى بالسكتة القلبية، فعلى العاقل أن ينتبه لنفسه، ويرجع ويتوب إلى الله تعالى قبل مفاجأة الموت.
وكان الإمام البخاري رحمه يقول:
اغتنم في الفراغِ فضلَ ركوعٍ فعسى أن يكون موتك بغتةً.
كم صحيحٍ رأيتُ من غير سقمٍ ذهبت نفسهُ الصحيحةُ فلتةً.
فقال ابن حجر: وكان العجائب أنه هو وقع له، أي البخاري ذلك أو قريباً منه.