من علامات الساعة الكبرى - الدابة

اقرأ في هذا المقال


علامات الساعة الكبرى الدابة:

إن من علامات الساعة الكبرى ظهور دابّة الأرض في آخر الزمان علامة على قرب الساعة، وهذا الأمر ثابتٌ بالكتاب والسنة:
أولاً: الأدلة من القرآن: قال تعالى:”وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ” النمل:82. فهذه الآية الكريمة جاء فيها ذكر خروج الدّابة، وأن ذلك يكون عند فساد الناس، وتركهم أوامر الله، وتبديلهم الدين الحق، يُخرج الله لهم دابّة من الأرض، فتكلّم الناس على ذلك.
قال العلماء في معنى قوله تعالى:”وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ” أيّ وجبَ الوعيد عليهم، لتمادِيهم في العصيان والفسوق والطغيان، وإعراضهم عن آيات الله، وتركهم تدبّرها، والنزول على حكمها وانتهائِهم في المعاصي إلى ما لا ينجح معه فيهم موعظةً، ولا يصرفهم عن غيّهم تذكرةٌ، يقول عز من قائل: فإذا صاروا كذلك، أخرجنا لهم دابّة من الأرض تكلّمهم، أيّ: دابة تعقل وتنطق، والدّوابُ في العادة لا كلام لها ولا عقل، ليعلم الناس أن ذلك آية من عند الله تعالى.
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “وقعُ القول يكون بموت العلماء، وذهاب العلم، ورفع القرآن. ثم قال: أكثروا تلاوة القرآن قبل أن يرفع، قالوا: هذه المصاحف ترفعُ، فكيف بما في صدور الرجال، قال: يُسرى عليه ليلاً، فيُصبحون منه قفراً، وينسون لا إله إلا الله، ويقعون في قول الجاهلية وأشعارهم وذلك حين يقعُ القول عليهم.
ثانياً: الأدلة من السنة المطهرة:
– روى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:” ثلاثٌ إذا خرجن لا ينفع نفساً إيمانُها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً: طلوع الشمس من مغربها، والدّجال، ودّابة الأرض”. صحيح مسلم.
– وله عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، قال: حفظت من رسول الله صلّى الله عليه وسلم حديثاُ لم أنسه بعد، سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول:” إنّ أول الآيات خروجاً طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدّابة على الناس ضحىً، وأيهما ما كانت قبل صاحبتها، فالأُخرى على أثرها قريباً”. صحيح مسلم.
– ومضى حديث حذيفة بن أسيد في ذكر أشراط الساعة الكبرى، فذكر منها الدّابة، وفي روايةٍ:” دابة الأرض” صحيح مسلم.
– وروى الإمام أحمد عن أبي امامة رضي الله عنه يرفعه إلى النبي عليه الصلاة والسلام قال:” تخرج الدّابة، فتسم الناس على خراطيمهم، ثم يغمرون فيكم حتى يشتري الرجل البعير، فيقول: ممّن اشتريتهُ؟ فيقول: من أحدِ المُخطيين” مسند الإمام أحمد.
– وروى الإمام أحمد والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: “تخرجُ الدّابة ومعها عصا موسى عليه السلام، وخاتم سليمان عليه السلام، فتخطمُ الكافر، قال عفان وهو أحد رواة الحديث، انفُ الكافر بالخاتم وتجلو وجه المؤمن بالعصا، حتى إن أهل الخوان ليجتمعون على خوانهم، فيقول هذا : يا مؤمن! ويقول هذا يا كافر”. مسند الإمام أحمد.


شارك المقالة: