من علامات الساعة الكبرى - النار التي تحشر الناس

اقرأ في هذا المقال


النار التي تحشر الناس:

إنّ من آخر علامات الساعة الكبرى هي خروج النار العظيمة، وأول الآيات المؤذيةِ بقيام الساعة. وسَنتعرف عليها بشكلٍ مفصل.
مكان خروجها: لقد جاءت بعض الروايات بأن خروج تلك النار يكون من جهة اليمنِ من قعرةِ عدن، وتخرجُ من بحر حضرَموت، كما جاء في رواياتٍ أخرى. وهناك مجموعةٌ من الأحاديث التي تُبيّن مكان خروج هذه النار، ومن الأدلّة على ظهورها هو ما يلي:
لقد جاء في حديث حذيفة بن أسيد في ذكر أشراط الساعة الكبرى قوله عليه الصلاة والسلام:” وآخر ذلك نارٌ تخرج من اليمن، تطرد الناس إلى محشرهم” رواه مسلم.

وفي روايةٍ له عن حذيفة أيضاً:” ونارٌ تخرجُ من قعرةِ عدنٍ ترحل الناس” صحيح مسلم.
وروى الإمام أحمد والترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:” ستخرجُ نارٌ من حضرموت أو من بحر حضرموت، قبل يوم القيامة، تحشرُ الناس”. مسند الإمام أحمد.
وروى الإمام البخاري عن أنس رضي الله عنه أن عبد الله بن سلام لما أسلم سأل النبيّ عليه الصلاة والسلام عن مسائل، ومنها: ما أول أشراطُ الساعة؟ فقال النبي عليه الصلاة والسلام:” أما أول أشراط الساعة؛ فنارٌ تحشرُ الناس من المشرق إلى المغرب”. صحيح البخاري.
فإن الجمع بين ما جاء، بأن هذه النار هي آخر أشراط الساعة الكبرى. وما جاء أنها أول أشراط الساعة: أن آخريتُها باعتبار ما ذُكر معها من الآيات الواردة في حديث حذيفة، وأوليتَها باعتبار أنها أوّل الآيات التي لا شيء بعدها من أمور الدنيا أصلاً، بل يقعُ بانتهاء هذه الآيات النفخ في الصور، وذلك بخلاف ما ذُكر معها من الآيات الواردة في حديث حذيفة؛ فإنه يبقى بعد كل آيةٍ منها أشياء من أمور الدّنيا. فتح الباري.
وأما ما جاء في بعض الروايات بأن خروجها يكون من اليمن، وفي بعضها الآخر أنها تحشر الناس من المشرقِ إلى المغرب، فيُجاب عن ذلك عن عدةٍ أجوبةٍ وهي:
1. أنه يمكن الجمع بين هذه الروايات بأن كون النار تخرج من قعرِ عدن لا ينافي حشرها الناس من المشرق إلى المغرب، وذلك أن ابتداء خروجها يكون من قعرِ عدنٍ، فإذا خرجت انتشرت في الأرض كلها، والمراد بقوله: تُحشر الناس من المشرق إلى المغرب” إرادة تعميم الحشر لا خصوص المشرق والمغرب.فتح الباري.
2. إنّ النار عندما تنتشرُ يكون حشرها لأهل المشرق، والذي يؤكد ذلك أن ابتداء الفتن دائماً من المشرق، وأما جعل الغاية إلى المغرب، فلأنّ الشام بالنسبة إلى المشرق مغرب.
3. يحتملُ أن تكون النار المذكورة في حديث أنس هي كناية عن الفتن المنتشرة التي أثارت الشرّ العظيم والتهبت كما تلتهبُ النار، وقد كان ابتداؤها من قبل المشرق، حتى خِرب معظمهُ، وانحشر الناس من جهة المشرق إلى الشام ومصر، وهؤلاء من جهة المغرب؛ كما شوهد ذلك مراراً من عهد جِنكزخان ومن بعده. أما النار التي في حديثي حذيفة بن أسيد وابن عمر، فهي تعتبرُ نارً حقيقة.


شارك المقالة: