من علامات الساعة – خروج نار من اليمن تسوق الناس:
هناك نارٌ ستخرجُ من اليمن تسوق الناس ومنها ما يلي:
- النار الحاشرة هي أول علامات الفناء وقيام الساعة:
عن أنسٍ رضي الله عنه قال: بلغَ عبد الله بن سلام مقدمُ رسول الله صلّى الله عليه وسلم المدينةُ فأتاهُ فقال: “إنِّي سَائِلُكَ عن ثَلَاثٍ لا يَعْلَمُهُنَّ إلَّا نَبِيٌّ، ما أوَّلُ أشْرَاطِ السَّاعَةِ؟ وما أوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أهْلُ الجَنَّةِ؟ وما بَالُ الوَلَدِ يَنْزِعُ إلى أبِيهِ أوْ إلى أُمِّهِ؟ قَالَ: أخْبَرَنِي به جِبْرِيلُ آنِفًا قَالَ ابنُ سَلَامٍ: ذَاكَ عَدُوُّ اليَهُودِ مِنَ المَلَائِكَةِ، قَالَ: أمَّا أوَّلُ أشْرَاطِ السَّاعَةِ فَنَارٌ تَحْشُرُهُمْ مِنَ المَشْرِقِ إلى المَغْرِبِ، وأَمَّا أوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أهْلُ الجَنَّةِ فَزِيَادَةُ كَبِدِ الحُوتِ، وأَمَّا الوَلَدُ فَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ المَرْأَةِ نَزَعَ الوَلَدَ، وإذَا سَبَقَ مَاءُ المَرْأَةِ مَاءَ الرَّجُلِ نَزَعَتِ الوَلَدَ قَالَ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّكَ رَسولُ اللَّهِ، قَالَ يا رَسولَ اللَّهِ: إنَّ اليَهُودَ قَوْمٌ بُهُتٌ فَاسْأَلْهُمْ عَنِّي، قَبْلَ أنْ يَعْلَمُوا بإسْلَامِي، فَجَاءَتِ اليَهُودُ فَقَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ رَجُلٍ عبدُ اللَّهِ بنُ سَلَامٍ فِيكُمْ؟ قالوا: خَيْرُنَا وابنُ خَيْرِنَا، وأَفْضَلُنَا وابنُ أفْضَلِنَا، فَقَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أرَأَيْتُمْ إنْ أسْلَمَ عبدُ اللَّهِ بنُ سَلَامٍ قالوا: أعَاذَهُ اللَّهُ مِن ذلكَ، فأعَادَ عليهم، فَقالوا: مِثْلَ ذلكَ، فَخَرَجَ إليهِم عبدُ اللَّهِ فَقَالَ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، قالوا: شَرُّنَا وابنُ شَرِّنَا، وتَنَقَّصُوهُ، قَالَ: هذا كُنْتُ أخَافُ يا رَسولَ اللَّهِ”. أخرجه البخاري.
شرح الحديث:
يتضحُ من مناسبة الحديث أنه تضمن سؤالاً لرسول الله من أحد علماء اليهود قبل أن يسلم؛ لذا جاءت الإجابة من رسول الله عليه الصلاة والسلام متفقة مع طبيعة السؤال وفق علوم بني إسرائيل، أي أنّ طبيعة السؤال تتعلق بأول علامات نهاية الدنيا، فأخبر النبي عليه الصلاة والسلام بأنها النار التي تحشر الناس، وهذا لا يتعارض مع الأحاديث السابقة التي ذكرت العلامات العشر أو العلامات الثلاث، فالآيات العشر تُشير إلى علامات خاصة بأمة محمد عليه الصلاة والسلام وفيها تفصيل لأحداث عظام قبل قيام الساعة، والآيات الثلاثة ارتبط الحديث فيها عن انتهاء اختبار الإيمان والكفر، أما السؤال هنا فيتعلق بلحظة قيام الساعة، لِذا كانت الإجابة عن أول آيات ذلك، وهو النار التي تُحشر الناس، ثم يعقبها الصعق والنفخة الأولى وفناء العظام الكوني.
لذلك يمكن القول أنّ النار الحاشرة هي حلقة الوصل بين العلامات العِظام وفناء الدنيا، لذا جاء ترتيبها الأخير في العلامات العشر العظام، والأولى في علامات الفناء.
- مكان خروج النار الحاشرة وصفتها:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:” ستخرجُ نارٌ من حضرموت أو من نحو بحر حضرموت قبل يوم القيامة تحشرُ الناس قالوا: يا رسول الله فما تأمرنا؟ قال عليكم بالشام”. أخرجه الترمذي.
شرح الحديث:
إنّ الأحاديث هي إشارةً إلى أنّ هذا الحدث يُراد به الحشر في الدنيا؛ لأنه ذكر فيه الدواب، وفي الحديث الأخير إشارة إلى استعداد الإنسان للمساومة بحديقته مقابل ناقة مسنة يذهب بها نحو الشام، وهذا لا يكون إلا في الدنيا. - النار الحاشرة هي آخر العلامات العشر العِظام:
عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال:اطلّع النبيّ عليه الصلاة والسلام علينا ونحن نتذاكرُ فقال: ما تذاكرون؟ قالوا: نذكرُ السّاعة قال: “إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر وآخر ذلك نارٌ تخرج من اليمن تطردُ الناس إلى محشرهم” أخرجه مسلم.
شرح الحديث:
إنّ هذا الحديث هنا هو دلالة على النار الحاشرة أنها تكون في الدنيا، وتستمر مرحلةً في حشرها للناس أو سوقها لهم نحو أرض المحشر، أي أنّ هذه النار تحشر الناس وهم أحياء نحو بلاد الشام وليس المقصود بها البعث. - آخر من يُحشر:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: “يتركون المدينة على خير ما كانت لا يغشاها إلا العواف يُريد عوافي السّباع والطير وآخر من يُحشر راعيان من مُزينة يُريدان المدينة ينعقان بغنمِهما فيجدانِها وحشاً حتى إذا بلغا ثنية الوداع خرّاً على وجوههما”. أخرجه البخاري.
شرح الحديث:
إنّ هذا الحديث يتضمن أمرين وهما خروج أهل المدينة، والثاني بيان آخر من يحشر، والحديث يدل إلى خلاء أهل المدينة من أهلها، ويحتمل الأمر أنه بسبب النار الحاشرة أو غيرها، ونتائج هذا الحديث هي الإشارة إلى أنّ هذين الراعيين من مزينة هم آخر من يحشر أو يصعق بين يدي الساعة.