من الأمور التي تعصم المسلم من الدجال - العلم والصبر واليقين

اقرأ في هذا المقال


من الأمور التي تعصم المسلمين من الدجال – العلم والصبر واليقين:

يقول الله تعالى: “فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ” محمد:19. وقال تعالى أيضاً: “وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ” السجده:24.
فإن الموقع أو المكان لا يقدسهُ عمله الذي قدمه، فإنّ كان الشخص من أهل العلم واليقين والصبر، فلا أثر للدجال عليك حتى لو قدر الله لك مواجهته بنفسك، ولنا عبرة في قصة الرجل الذي واجهه فما ازداد في هذه المواجهة التي تضمنت عجائب عظمى إلا إماناً وتصديقاً، فيأتي هنا سؤال وهو ما الذي عصم هذا الرجل؟ إن الذي عصمهُ هي ثلاثة أمور وهي:
الأول: العلم بحقيقة هذه الفتنة، وحدودها وطبيعتها، لذا فقد وجدنا أنه عندما رأى الآيات من الدجال، ما زاده ذلك إلا بصيرة وتصديقاً لما عهده من حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلم.
الثاني: وهو الصبر، فقد تعرض لبلاء عظيم، فما كان منه إلا الصبر الذي أعقبه الدرجات العظمى عند الله تعالى.
الثالث: وهو اليقين، وهو رأس الأمر كله ووِعاؤه الذي يحفظ به كل خير، فهو العاصم للصبرِ والعلم من تخلل الخور والضعف والغفلة والتأويل، فقد يعلم الرجل فتنة الدّجال وحقيقتها؛ إلا أنه يضعف أمام الشدائد، وتغزو الشبهات قلبه، فيقع في المصيدة، وقد علمنا أنّ بعض أتباع الدّجال، ولكن حرموا الصبر على الشدائد، وغاب عن قلوبهم نتائج أتباعه، وغاب شمس اليقين بحقيقة الدنيا والأخرة عن سماء قلوبهم فوقعوا.
واليقين هو روح الإيمان ونوره الذي يتلألأ في قلب المؤمن، وهو خير ما وقر في القلب، ويظهَر أثره في عموم حياة المؤمن، وخصوصاً في زمن الدّجال، فعندما تشتدُ عليه الأمور من حصار وجوع غيره، بأنه اليقين بالله تعالى ووعده من جنات النعيم ويقينه بما أخبر به رسوله فيمدهُ بما يصبره على تلك الشدائد، ويجنبه عواصف الشبهات.


شارك المقالة: