من هم المثبتون على ظاهرة المهدي؟

اقرأ في هذا المقال


من هم المثبتون على ظاهرة المهدي؟

من الملاحظ أن دائرة إنكار المهدي تعتبر ضيقةً جداً، وأهلها ليسوا من أهل الاختصاص، وبالمقابل نجد أنّ جل أهل الاختصاص يثبتون الظاهرة، بل لم يرد في حدود علمي أنّ أحداً من أهل الصنعة الحديثية ينكر ظاهرة المهدي، وكون بعض أهل الحديث لم يخرج أحاديث المهدي لا يعني أنهم ينكرونها؛ ويلحظُ أنّ أغلب علماء الحديث قد خرجوا أحاديث المهدي وتخريجهم لهذه الأحاديث هو إشارة واضحة إلى أنهم يرون ثبوتها ويعتقدون ذلك.

علماء الحديث وظاهرة المهدي:

إنّ من تتبع كتب الحديث يجد أنّ أكثرها قد خرج للمهدي بعض الأحاديث، أو أفرد له باباً خاصة في كتابه، وممّن خرج في كتابه أحاديث للمهدي أصحاب السنن الأربعة أبو داود والترمذي وابن ماجه والنسائي، وكذلك الإمام أحمد في مسنده والحاكم في مستدركه وابن أبي شيبة في مصنفه ونعيم بن حماد في كتاب الفتن والدار قطني في الأفراد والطبراني في معاجمه الثلاثة وأبو يعلى في مسنده، والبزار في مسنده وابن عساكر في تاريخه، وأبو الداني في السنن الواردة في الفتن، وابن جرير والبيهقي في دلائل النبوة وابن سعد في طبقاته وأبو عوانة وابن خزيمة في صحيحه وابن المنادي وعبد الرازق في مصنفه.
وممّن اعتبر أحاديث المهدي أو رمز لصحة بعضها أو حققها أو صرح بثبوتها أو أفرد لها التصانيف أو أبواب خاصة: الهيثمي في مجمع الزوائد، والسيوطي في الجامع الصغير أو في العرف الوردي، وابن حجر العسقلاني والشوكاني وابن تيمية وابن كثير والقرطبي والبيهقي والقاضي عياض والمنذري والبوصيري وابن قيم الجوزية والسخاوي والذهبي في المنتقى وابن المنادي والزرقاني والمزي والمتقي الهندي والبرزنجي وابن حبان وابن الأثير فؤلاء الجمع الكثير من علماء الحديث يُشير إشارةً واضحةً إلى أن أصحاب الصنعة الحديثية يُثبتون ظاهرة المهدي، ولا يرونها دخيلة كما يزعم البعض، بل توافر هذا الحشد العظيم أو السواد الأعظم من العلماء الذين خرجوا أو ذكروا أحاديث المهدي ليدل دلالة صريحة لا تحتمل أدنى شك في أنّ المهدي حق.

ظاهرة المهدي ظاهرة قطعية واجب الاعتقاد بها:

إنّ من المسلم به عند أهل السنة والجماعة ثبوت خروج رجل من عترة النبي عليه الصلاة والسلام في آخر الزمان، يعم الرخاء على يديه. والتسليم بأمر أو عدمه مرجعه إلى الأدلة، والأدلة تشهدُ لهذا الأمر، أو الأصل الفكرة لدرجة بلغت التواتر، ممّا يرتقي بها إلى درجة القطعيات. وأنا عندما أقول أنّ ظاهرة المهدي بلغت حد التواتر، أقصد فقط أصل الفكرة، وهي خروج رجل من أهل بيت النبي عليه الصلاة والسلام في آخر الزمان يكون صلاح حال الأمة على يديه، أما تفاصيل الظاهرة فهي ظنية بحسب دليلها.

المصدر: كتاب علامات الساعة، تأليف سعيد اللحام.كتاب المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة، تأليف مصطفى العدوي.كتاب أشراط الساعة وأسرارها، محمد سلامة جبر- الطبعة الأولى.الموسوعة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة، تأليف محمد أحمد المبيض.كتاب أشراط الساعة، تأليف يوسف عبد الله بن يوسف الوابل دار الجوزي.كتاب أشراط الساعة، تأليف عبد الله بن سليمان الغضيلي.كتاب مختصر أشراط الساعة الصغرى والكبرى، إعداد عوض بن علي بن عبد الله- تقديم فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين.


شارك المقالة: