بركة بنت ثعلبة هي صحابية مباركة، وقد عرفت أم أيمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما كان طفلاً رضيعا، ونبياً مبعوثا من الله تعالى، وعاشت معه فترات النبوة كلها رضي الله عنها، هي من المهاجرات الأوائل رضي الله عنها فهي عاصرت الأحداث الإسلامية.
من هي حاضنة النبي صلى الله عليه وسلم
الصحابية أم أيمن هي بركة بنت ثعلبة بن عمر بن حصن بن مالك بن عمر النعمان، حاضنة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ومولاته، تزوجت من حبيب النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة، وكانت والدة الشهيد أيمن بن عبيد الخزرجي، ووالدة أسامة بن زيد رضي الله عنه وهو فارس من فرسان الإسلام، ورثها من أبيه عبد الله صلى الله عليه وسلم ثم أعتقها عندما تزوج من أم المؤمنين السيدة خديجة بنت ابي بكر رضي الله عنها.
فقد عاشت بركة بنت ثعلبة مع النبي صلى الله عليه وسلم وكان لها مكانة خاصة عند النبي صلى الله عليه وحبه الشديد لها حيث اعتبرها عليه الصلاة والسلام من أهل بيته، وبركة بنت عتبة كانت أم النبي صلى الله عليه وسلم آمنة بنت وهب حين قامت بالذهاب إلى المدينة المنورة لزيارة بني النجار أخوال جده عبد المطلب، ولما عادت إلى مكة المكرمة مرضت آمنة بنت وهب ام النبي صلى الله عليه وسلم في الطريق، فماتت بالأبواء.
فعادت بركة بنت ثعلبة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم وأصبحت حاضنته، ورسخت نفسها للعناية به ورعايته صلى الله عليه وسلم، وفاضت عليه بالحب والعطف والحنان، كما أفاض جده عبد المطلب حبا له، وعوضه الله تعالى بحنان حاضنته بركة بنت عتبة وجده عن حنان الوالدين.
وكان جد النبي صلى الله عليه وسلم عبد المطلب كثيراً ما كان يوصي عليه بركة بنت ثعلبة، محدث لها: “يا بركة، لا تغفلي عن ابني، فإني وجدته مع غلمان قريباً من السدرة، وأن أهل الكتاب يزعمون أن ابني هذا نبي هذه الأمة”.
كبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو يقوم بإكرام بركة بنت ثعلبة ويقدرها؛ لأنها كانت رضي الله عنها تعمل على أداء كل أموره وما يخصه، وترعاه وتعتني به عناية جيدة، فلما تزوج الرسول محمد صلى الله عليه وسلم خديجة رضي الله عنها أعتق عليها الصلاة والسلام بركة بنت ثعلبة فتزوج منها عبيد بن زيد الخزرجي، وانجبت له أيمن، وأيمن هذا ذو هجرة وجهاد، قتل في غزوة حنين رضي الله عنه.
عرفت بركة بنت ثعلبة أم أيمن وزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بزيد بن الحارث، فأنجبت له أسامة فكان يكنى به، على الرغم من أن أم أيمن كبر عمرها، إلا أنها قد رفضت إلا أن تشارك في الجهاد مع رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ففي معركة أحد خرجت بركة بنت ثعلبة مع النساء، وكانت وظيفتها مداواة الجرحى من المسلمين والعناية بهم، وسقاية المحتاج من المجاهدين المسلمين، وفي غزوة خيبر خرجت أم أيمن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هي وتسعة عشر من النساء.
وفي غزوة مؤتة قتل زوج أم أيمن زيد بن حارثة رضي الله عنه فتلقت خبر قتله وهي متحملة لهذا النبأ، وفي معركة حنين استشهد فيها ابنها أيمن ري الله عنهما، احتسبت وصبرت على ذلك عند الله تعالى ابتغاء مرضاته جل وعلى ومرضاة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
ثم بعد ذلك توفي الرسول صلى الله عليه وسلم وتسرب هذا الخبر الفادح وأظلمت على المدينة المنورة آفاقها وأرجاؤها بفراق المصطفى صلى الله عليه وسلم، فقامت حزينة بركة بنت ثعلبة بالبكاء على فراق المصطفى صلى الله عليه وسلم.
جاء في حديث أنس قال: قال أبو بكر لعمر رضي الله عنهما بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم: “انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها، فلما انتهيا إليها بكت، فقالا لها: ما يبكيك؟ أما تعلمين أن ما عند الله تعالى خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقالت: ما أبكي أن لا أكون أعلمُ أن ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء، فهيجتهما على البكاء، فجعلا يبكيان معها“،رواه مسلم، توفيت بركة بنت عتبة بعدما مات المصطفى صلى الله عليه وسلم بخمسة أشهر وقيل ستة أشهر رضي الله عنها.