نزول الملك على الرسول وبشائر الوحي

اقرأ في هذا المقال


الوحي هو بشارة إلهية من الله تعالى للرسول _صلى الله عليه وسلم_، مضمونها توكيله بحمل ما يُوحى إليه من شرائع وأحكام، وتبليغها للناس، فكيف يُوصل الوحي هذه الشرائع للرسول ويُخبره بها؟ وبأي صورة ينزل بها الوحي على رسول الله ليعيها، ويُؤدي ما كلفه الله تعالى به؟

صفة نزول الملك على الرسول

كان الملك ينزل على الرسول _صلى الله عليه وسلم_ بثلاثة صور وأحوال، فكان ينزل بصورته الحقيقية التي خُلق عليها، ويُذكر أنّ جبريل _عليه السلام- نزل على رسول الله _عليه الصلاة والسلام_  في حادثتين فقط.

وكان جبريل _عليه السلام_ ينزل في بعض الأحيان على صورة صوت الجرس، الذي يبدو كالصلصلة التي فيها ترجيع، وهي من أشدّ الحالات على الرسول _صلى الله عليه وسلم_، فكان ينزل عليه وما يُفارقه حتى يعي _عليه الصلاة والسلام_ ما قاله جبريل.

عن عائشة زوج النبي _صلى الله عليه وسلم_ أن الحارث ابن هشام سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كيف يأتيك الوحي؟ قال: “أحياناً يأتيني مثلُ صلصلة الجرس وهو أشده عليَّ، فيفصم عني وقد وعيت ما قال، وأحياناً يتمثل لي الملك رجلاً فيكلمني فأعي عنه ما يقول رواه البخاري.

بشائر الوحي

كان الوحي ينزل على رسول الله بصورة بشر، متمثلاً رجلاً، فيُكلمه ويقرأ عليه حتى يعي رسول الله ما قُرئ عليه، وقد كانت هذه الصورة من أهون الأحوال التي نزل بها الوحي على رسول _صلى الله عليه وسلم_.

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يرى ضوءاً، قبل أن يصله الملك، ثم يسمع صوتاً، دون أن يرى مَن الذي يُصدر الضوء، أو يعلم مَن يُخاطبه ويُناديه، فعن ابن عباس _رضي الله عنه_ أنه قال: “أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة خمس عشرة سنة، يسمع الصوت ويرى الضوء سبع سنين ولا يرى شيئاً، وثمان سنين يوحى إليه، وأقام بالمدينة عشراً” رواه مسلم.

أثر نزول الملك على الرسول

كان الرسول _صلى الله عليه وسلم_  إذا نزل عليه الملك، يزيده إشراقاً ونوراً في وجهه، ولم يسمع الحاضرين كلام الوحي معه،  لكن يسمعون صوتاً كصوت النحل حول وجهه _صلى الله عليه وسلم_، ثمّ يقوم بعد أن يعي كل ما قُرئ عليه من الملك، فيُخبر رسول الله _عليه الصلاة والسلام_ صحابته الكرام، بما جاءه به جبريل _عليه السلام_.


شارك المقالة: