التوحيد أساس العقيدة الإسلامية، ولا يتحقق الإيمان بالله تعالى إلّا بعد تحقق التوحيد، والحرص على كل ما يُحافظ على الاعتقاد بالتوحيد، وثباته في قلب المؤمن وعقله، والابتعاد عن كل ما يتناقض مع التوحيد ويهدم جنابه في نفس المؤمن، لذلك يتوجب على المسلم أن يكون على علم بتلك النواقض؛ للحذر منها والابتعاد عنها.
نواقض كلمة التوحيد
الشرك الأكبر
إنّ الشرك بالله تعالى من أكبر ما يتناقض مع التوحيد وكلمة التوحيد في الإسلام، فالمؤمن الموحّد لله تعالى، يعبد الله تعالى وحده، ويؤمن بوحدانيته ولا يشرك به شيئا، قال تعالى: “وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ”سورة الزمر 65.
والشرك بالله تعالى من أكبر الكبائر التي لا تغفر عند الله تعالى، بسبب تناقض ذلك مع أصل الإيمان بالله تعالى ووحدانيته، قال الله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ” سورة النساء 48.
اتخاذ الوسائط بين المسلم وبين الله تعالى
هو أن يتخذ العبد أولياءً غير الله تعالى لدعوتهم في إجابة الدعاء، وتفريج الكربات، والتقرب إلى الله تعالى عن طريقهم، وهذا لا يتوافق مع عقيدة التوحيد والإيمان في الإسلام، ويُعتبر نوع من أنواع الشرك بالله، قال تعالى: “وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى” سورة الزمر 3.
السحر وتعلمه وتعليمه والعمل به
إنّ السحر والشعوذة أساليب يتخذها البعض؛ لتلبية دعواتهم وتحقيق رغباتهم في الدنيا؛ معتقدين أنها أساليب تنفعهم في حياتهم، إلا أنّها أساليب تؤدي إلى الشرك بالله تعالى؛ لأنّ الاعتقاد بقدرة غير الله تعالى على فعل ما يريد نوع من أنواع الشرك بالله.
كما يعمل بعض الناس بالسحر ويتعلمون، ويقومون بتعليمه لغيرهم، وهذا ما يتناقض مع التوحيد في الإسلام؛ لأنه دعوة للشرك بالله تعالى، قال تعالى: “وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ”سورة البقرة 102.
الاستهزاء بما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام
إنّ عدم طاعة الرسول _عليه الصلاة والسلام_، والاستهزاء بما جاء به بعدم الأخذ به، والابتعاد عن تعلمه، أمر يتناقض مع مضمون كلمة التوحيد في الإسلام، فطاعة الرسول _عليه الصلاة والسلام_ أمر من الله تعالى للمسلم، وبترك أمر الله تعالى لا يكون المسلم قد حقق أساس الإيمان الذي يتحقق بالتوحيد.
وممّا يتبع الاستهزاء بما جاء به الرسول _عليه الصلاة والسلام_، مقت بعض ما جاء به، والاعتقاد بأنّ هناك ما يُمكن أن يُهتدى به أكثر من الاهتداء بالنبي _صلى الله عليه وسلم_، قال تعالى: “وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا”سورة النساء 115.
الابتعاد عن الشريعة الإسلامية
إنّ الابتعاد عن الشريعة الإسلامية، متمثلاً بعدم تعلمها، أو العمل بها في حياة المسلم، أمر يتعارض مع مبادئ التوحيد، قال تعالى: “وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ” سورة السجدة 22.
عدم تكفير المشركين وموالاتهم
لتحقيق مضمون كلمة التوحيد، وعدم مناقضة المسلم للتوحيد، عليه بتكفير المشركين، وتصحيح معتقداتهم، ودعوتهم لتعديل مذاهبهم. والابتعاد عن موالاتهم ونصرتهم، كما يجب ترك إعانة المشركين ومظاهرتهم على الإسلام.
من نواقض التوحيد والإيمان الاعتقادية والقولية والعملية
- سب الذات الإلهية، أو الاستهزاء بذات الله تعالى، والعياذ بالله.
- الاستعانة بغير الله تعالى، معتقدين أن هناك مَن يقدر على فعل ما يريد غير الله تعالى.
- أن يستعيذ العبد بغير الله، في الأمور التي لا تكون إلا بيد الله تعالى.
- التعبد والتقرب لغير الله تعالى في الأعمال والأقوال.
- سب الأنبياء، أو تكذيب نبوتهم، أو التشكيك برسالاتهم.
- إنكار الأمور الغيبية التي لا يراها البشر، مثل عدم الإيمان بوجود الملائكة، أو تكذيب حقيقة البعث وعودة إحياء العباد.
- التطيّر والاعتقاد بصحة جلب التمائم للمنفعة والخير للناس.
- عدم الإيمان بصحة موافقة الشريعة الإسلامية لظروف الحياة، في كل الأوقات.
- القيام ببعض الأعمال التي تتناقض مع صحة الإيمان والعقيدة، مثل الطواف حول القبور، والسجود للأولياء.