هل التفرغ للعبادة والعلم من أسباب استحقاق الزكاة؟

اقرأ في هذا المقال


حدد الشرع الأصناف المستحقة لأموال الزكاة والصدقات، وحرمها بالمقابل على بعض الناس الذين لا حق لهم في الأخذ منها، لكن قد نتساءل في بعض الأصناف من الناس الذين لا دخل لهم، ولم يُذكر أحد منهم في النصوص الشرعية التي حددت الأصناف المستحقة لأموال الزكاة، ومن هؤلاء الأصناف مَن يتفرغ للعبادة والعلم، فهل يستحق هؤلاء الأخذ من أموال الزكاة؟

أخذ المتفرغ للعبادة من الزكاة:

يتفرغ بعض الناس القادرين على العمل للعبادة، حيث يقومون بالصلاة، والصيام، والاعتكاف في المساجد، وترك العمل وطلب الرزق مقابل القيام بالنوافل من العبادات، فهؤلاء لا يستحقون شيء من أموال الزكاة، وهي محرمة عليهم.

فأمر الله تعالى الإنسان بالسعي والعمل لطلب الرزق، حيث أن العمل والاجتهاد في طلب الرزق في سبيل العيش الحلال، يُعتبر من أفضل العمال والعبادات، إذا كان تم تأديتها بنية صادقة، وضمن حدود الشريعة الإسلامية وضوابطها.

أخذ المتفرغ للعلم من الزكاة:

يتعذر على بعض طلاب العلم أن يجمعوا بين طلب العلم والعمل لطلب الرزق، فإذا كان هذا العلم مما ينفع المسلمين والأمة الإسلامية، يستحق طالبه من أموال الزكاة، لكن بمقدار محدد ليتمكن من أداء مهمته في طلب العلم، وما يكفيه لتغطية نفقاته، مثل شراء كتب العلم، التي تنفعه في الدين والدنيا.

كما أن طلب العلم فرض كفاية على المسلمين لذلك يُعطى طالب من أموال الزكاة، كون العلم يعود بالفائدة ليس فقط على مَن تعلمه، وإنما يُفيد جميع المسلمين، ومن حق طالب العلم في هذه الحال أن يُدعم من مال الزكاة، وتجوز الزكاة للشخص الذي يحتاج إليه المسلمين.

لكن هناك شروط تتعلق باستحقاق طالب العلم لأموال الزكاة والصدقات، وهي: أن يكون طالب العلم نشيطاً جادّا في مهمته، يتفوق في علمه ويُحقق منفعة للمسلمين من هذا العلم، لكن إذا لم يُتابع طالب العلم علمه ويهمل في أداء مهمته، تحرم عليه أموال الزكاة، ولا يستحق الأخذ منها.

وتعمل بعض الدول الآن بهذا القول فعلاً، حيث تقوم بالإنفاق على المتفوقين من طلبة العلم، وتيسير وسائل الدراسة لهم، مثل منحهم البعثات الدراسية سواء كانت في خارج البلاد، أو في داخلها.


شارك المقالة: