هل يوجد علامات للساعة يحتمل أن تكون مترتبة على وقوع حدث كوني؟

اقرأ في هذا المقال


وجود علامات أخرى للساعة يحتمل أن تكون مترتبة على وقوع حدث كوني:

هناك بعض العلامات المستقبلية التي يتم تحديد المراد بزمن وقوعها، ولكن يتوقع أن يكون لها علاقة بالحدث الكوني، خاصة وأنها تتضمن قرائن عدة تعزز من كونها واقعة بعد أمر عظيم أو تغيراتٍ غير معهودة بالكرةِ الأرضية ومن هذه العلامات ما يلي:

  • عودة الغطاء النباتي الكثيف لجزيرة العرب: فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال:” لا تقومُ الساعةُ حتى يكثرَ المالُ ، و يفيضَ ، حتى يخرجَ الرجلُ بزكاةِ مالِه فلا يجدْ أحدًا يقبلُها منه ، و حتى تعودَ أرضُ العربِ مروَّجًا و أنهارًا” أخرجه مسلم.
    إن هذا الحديث فيه إشارة واضحة إلى تغيرات طبيعية جوهرية في الكرة الأرضية، يترتب عليها تغير مناخُ الأرض بشكلٍ كلي، إذا لا يتصور وفق فهمنا تصور تحول جزيرة العرب وفق المعطيات المعاصرة غير مستبعد. وكذلك الحديث فيه دلالة على أن الجزيرة العرب من بحيرات بترولية تحته، والتي يرى العلماء أنها تكونت بسبب تحول مواد عضويةٍ لحيوانات ونباتات مما يُشير إلى وجودها بكثرة في ذلك المكان في الماضي.
    ما وجه العلاقة هذه العلامة بالحدث الكوني: إن الحديث يُشير إلى تغير غير معهود أو حتى غير متصور في ظل منظومة السنن الكونية الحالية، لكنه من المحتمل تغيرُ هذه المنظومة، وتغير المنظومة كاملةً لا بدّ أن يكون نتيجةً لحدث جلل يعصف بالكرة الأرضية ويُؤثّر عليها على وجه العموم، وهذا يبرز لنا وجه العلاقة بين هذه العلامة وبين الحدث الكوني، حيث إنّ ضرب كسف للأرض كفيل بتغيير كل القوانين التي تحكم مناخها، بما يترتب عليه تغير جذري في كل ما نعهده الآن، ودخول الأرض في دورة مناخية جديدة لها سننها المغايرة عما سبق الحدث، ومن هذه التغيرات المترتبة على منظومة السنن الجديدة ما يقع للجزيرة العربية من عودة مناخها القديم المطير، وما يترتب على ذلك من جريان الأنهار وانتشار الغطاء النباتي.
  • العلامة الثانية والثالثة: فناء كبير يعقبه اضطراب جيولوجي في صفائح الأرض. فعن عبد الله بن حوالة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “يا ابنَ حَوَالَةَ ! إذا رأيتَ الخِلافةَ قد نَزَلَتِ الأرضَ المُقَدَّسَةَ، فقد دَنَتِ الزلازلُ والبَلابلُ والأمورُ العِظامُ والساعةُ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ من الناسِ من يَدِي هذه مِن رأسِكَ” صحيح الجامع.
    وعن سلمة بن نُفيل السكوني قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:” بل تلبثون حتى تقولوا متى وستأتونَ أفنادا يفني بعضكم بعضا وبين يدي الساعة موتان شديد وبعده سنوات الزلازل” مسند الإمام أحمد. إن هذا الحديثان يُشيران إلى علامتين قد يكون لهما علاقة بترول كسف من السماء وهما:
    1. الموت شديد: وهذا الحديث فيه إشارة إلى حصول موتٍ شديد في الأرض، وقد عبر عنه الحديث بعبارة الموتان، بين يدي الساعة، وهذا الوصفُ يتناسب مع ما ذكره علماء الفلك من توقعاتهم أن الساعات أو الأيام الأولى من نزول نيزك يترتب عليه موت ملايين البشر، ثم يعقب ذلك أوبئةً وقحطٍ ومجاعة تأكل العدد الأكبر من البشرية، وهذه الأوصاف تتفق من حيث المحصلة مع قول النبي عليه الصلاة والسلام موتان شديد.
    2. سنوات الزلازل: وهذه العلامة تتعلق مباشرةً بأمرين:
    – الأولى الموتان الشديد، حيث تكون بعده مباشرة.
    – والثاني: نزول الخلافة بيت المقدس، حيث تكون إما مواكبة لها أو قبلها بقليل كما صرحت بعض الآثار أو خلالها، كما صرح الحديث السابق، وخلافه بيت المقدس لها علاقة بالعالميةِ الثانية للإسلام في عهد المهدي رضي الله عنه.
    والمعنى الطبيعي المتبادر لنا من قول الرسول عليه الصلاة والسلام هو أن هناك سنوات مخصوصة تكون الأرض فيها غير مستقر بأهلها، بحيث يكثر اهتزازها، وتزلزُلها بشكل غير معهود، والسؤال الذي يُطرح هنا، ما هو الحدث الذي سيؤثر على الكرة الأرضية أو صفحاتها الصخرية.
  • العلامة الرابعة تقارب الزمان: تقارب الزمان: فهنّ أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، فَتَكُونَ السَّنَةُ كَالشَّهْرِ وَيَكُونَ الشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ وَتَكُونَ الْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ ، وَيَكُونَ الْيَوْمُ كَالسَّاعَةِ وَتَكُونَ السَّاعَةُ كَاحْتِرَاقِ السَّعَفَةِ” والسعفة هي الْخُوصَةُ“. فإننا نستنتج من هذا الحديث بأن تقارب الزمان هي حقيقةً وليست مجازية، ممّا يُشير إشارةً صريحةً إلى أن هناك اضطرابا ملحوظاً سَيطرأ على حركة الكرة الأرضية، ويسرع فيها حالة الدوران.
    ومن المحتمل أن النبي عليه الصلاة والسلام ذكر هذه النسب للتقريب وليس لتحديد، أي أراد النبي عليه الصلاة والسلام أن يُبين للصحابة تغير الِنسب الزمنية للوقت، فجاء بمثال يُقرب المعنى، حيث قال: السنة كالشهر والشهر كالأسبوع إلى آخر.

المصدر: كتاب أشراط الساعة وأسرارها، تأليف محمد سلامة جبر- الطبعة الأولى.كتاب أشراط الساعة، تأليف يوسف عبد الله بن يوسف الوابل دار ابن الجوزي.كتابب علامات الساعة، تأليف سعيد اللحام.الموسوعة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة، تأليف محمد أحمد المبيض.كتاب المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة، مصطفى العدوي.


شارك المقالة: