واجب المؤمن تجاه الملائكة

اقرأ في هذا المقال


اختار الله تعالى الملائكة واصطفاهم، وجعل لهم مكانة عالية عنده، وإذا كان المسلم مؤمناً بالله تعالى، ويتمنى رضاه والفوز بجنته، عليه أن يؤمن بالملائكة ويُوقرهم، ويحبهم كحب الله تعالى لهم، ويبتعد عن كل ما يغضبهم ويُسيء لهم، ويكون ذلك بما سنتحدث عنه في هذا المقال.

البعد عن المعاصي والذنوب:

يُسيء العبد بارتكابه للمعاصي والذنوب إلى الملائكة، لذلك يكون ترك المعاصي والذنوب، وإخلاص دين المسلم إلى خالقه، من أهم ما يُرضي الملائكة ويهدى لهم. ولا تدخل الملائكة البيت الذي تُرتكب فيه الذنوب، ويعصي أهله خالقهم بما يكرهه ويُغضبه، ولا تقترب الملائكة من مرتكبي المعاصي والذنوب.

البعد عن كل ما تتأذى منه الملائكة:

من خلال ما ورد في السنة النبوية، تبيّن أنّ الملائكة تتأذَّى من كثير من الأمور التي  يتأذى منها البشر، فهي تتأذى من الروائح الكريهة، وتبتعد عن البيوت التي تكثر فيها الأوساخ والأقذار، وخاصة البيت الذي فيه كلب، والبيت الذي أهله جنب حتى يتطهروا، قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل الملائكة بيتاً فيه صورة ولا كلب ولا جُنب”صحيح مسلم.

وتتأذى الملائكة من الروائح الكريهة التي تعلق بجسم الإنسان، مثل رائحة الثوم والبصل، وقد رُوي عن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ أنه قال: “مَن أكَلَ مِن هذِه الشَّجَرَةِ المُنْتِنَةِ، فلا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنا، فإنَّ المَلائِكَةَ تَأَذَّى، ممَّا يَتَأَذَّى منه الإنْسُ” رواه مسلم، والمقصود بالمنتنة في الحديث الثوم والبصل والكراث.

لذلك على المسلم أن يحافظ على نظافة جسده وبيته، لتقترب من الملائكة، وأن يتطهر ويتطيّب بأطيب الروائح، ويتزين بأفضل الثياب عندما يذهب للمسجد، حتى لا تبتعد عنه الملائكة.

موالاة الملائكة كلهم:

الإنسان المؤمن بالله تعالى يؤمن بالملائكة جميعهم، ويحبهم بلا فرق، فهم كلهم من عباد الله تعالى الذين يعملون بما يأمرهم به، ويبتعدون عما ينهاهم عنه، والملائكة وحدة واحدة لا اختلاف بينهم ولا فرق.

وقد كذّب الله تعالى الذين زعموا بمولاة بعض الملائكة، ومعاداة آخرون لهم، وأخبر سبحانه وتعالى بأنه لا اختلاف بين الملائكة، ومَن يُعادي الملائكة أو بعضاً منهم، فهو عدّو لله ولجميع الملائكة، فقال تعالى: “قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ* مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ”سورة البقرة 97-98.

وكانت معاداة بعض الملائكة وموالاة بعضهم من خرافات أصحاب الأفكار المنحرفة ومعتقداتهم غير السليمة، وبعض من الأعذار لكفرهم بالملائكة، فهم لا يفقهون من دين الله شيئاً، ولا يُؤمنون بالله تعالى، ولو آمنوا بالله تعالى كما هو الإيمان بالله، لما عادوا ملائكة الله؛ لأنّ الإيمان الصادق بالله تعالى يقود إلى الإيمان بالملائكة، وموالاتهم جميعاً، وحبهم، وعدم أذيتهم أو الإساءة لهم.


شارك المقالة: