وصايا النبي محمد - صلى الله عليه وسلم- في الزواج

اقرأ في هذا المقال


مفهوم الزواج وفقاً لما ورد عن المولى عز وجل وعن نبيه عليه الصلاة والسلام:

يُعتبر الزواج في دين الله الإسلام من الأمور المهمة جداً، والتي لها أهميتها ولها وحقوقها وواجباتها، فقد أوضح وبيّن دين الإسلام معنى ومفهوم الزواج، كما أنه بيّن شروطه وأهدافه، حيث يهدف الزواج إلى استمراريّة الجنس البشري، والذي يعتبر أحد الأسباب التي من أجلها خلق الله سبحانه وتعالى الجنسين الذكر والأنثى، كما سنّ دين الإسلام مجموعة من القوانين والشروط حتى يضمن كل فرد الحصول على حقه.
يُمكن تعريف الزواج اصطلاحاً: على أنه رمز إلى اتفاق يحدث بين طرفين (الذكر والأنثى)، حيث يتفق الطرفين على الزواج وعلى تكوين أسرة، ويسمى الجنسين الذكر والأنثى في الزواج بطرفي الاتفاق؛ أي الزوج والزوجة.
كما أن الزواج هو علاقة مُقدسة، قد شرعها الله سبحانه وتعالى بين الرجل وبين زوجته، حيث أكد سبحانه وتعالى على أهمية الزواج في القرآن الكريم فقال عز: “وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا”، وقد وصفه الخالق بالغلظة؛ لبيان قوته وعظمته.
ومن أهم الآيات التي تتحدث عن الزواج في القرآن الكريم:

  • قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم في سورة البقرة: {وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}.
  • كما قال الله تعالى في سورة البقرة: {وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ}.
  • إلى جانب قوله تعالى في سورة الرّوم: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون}.

وصايا الرسول عليه الصلاة والسلام في الزواج:

أوصى نبينا الكريم – محمد صلى الله عليه وسلم- الزوجين بأهمية حسن المعاشرة بينهما؛ لما له انعكاس كبير على استقرار الحياة وعمارة البيت واستقراره وهدوءه، كما قدّم الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم للمسلمين العديد من النصائح حتى يؤسسوا بها بيتًا كريماً دينياً سعيدًا، حيث يخلو ذلك البيت من منغصات ومدمرات الحياة، ويجعل بين الزوجين محبة كبيرة وراحة وطمأنينة، ومن أهم تلك الوصايا:

حسن اختيار الزوج:

لقد وصانا الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بأهمية حسن اختيار الزوجة الصالحة، فقد وصى النبي الرجل بالبحث عن المرأة صاحبة الدين والخلق، وكان ذلك في الحديث الشريف: “حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أبيه عَنْ أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : تُنْكَحُ المَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ : لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ”.
كما أوصى الرسول الكريم – محمد صلى الله عليه وسلم – الزوجة أيضاً باختيار الزوج الصالح لها، وأوصى بتفضيل صاحب الأخلاق، وهناك حديث آخر يقول فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسادٌ كَبِيرٌ”.
ففي هذا الحديث حث الرسول الكريم – محمد صلى الله عليه وسلم – على ضرورة وأهمية اختيار الزوج الصالح الذي يتصف بالدين والخلق الحسن، وليس الرجل صاحب المال أو المنصب ممن قل دينهم وساءت أخلاقهم.
ومن الأحاديث التي تتحدث عن ذلك الأمر هو ما روي عن حكيم بن معاوية القشيري عن أبيه قال:“قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا حَقُّ زَوْجَةِ أَحَدِنَا عَلَيْهِ؟ قَالَ: أَنْ تُطْعِمَهَا إِذَا طَعِمْتَ، وَتَكْسُوَهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ، أَوْ اكْتَسَبْتَ ، وَلَا تَضْرِبْ الْوَجْهَ ، وَلَا تُقَبِّحْ ، وَلَا تَهْجُرْ إِلَّا فِي الْبَيْتِ”

التزين للآخر:

عن هذه الوصية فقد أوصى الرسول الكريم – محمد صلى الله عليه وسلم – بضرورة وأهمية تجمّل كل من الزوجين للطرف الآخر، وذلك لما لها أثر كبير على توطيد العلاقة بينهم وتحسينها، كما أن للمظهر دور كبير في تقوية العلاقة بين الزوجين، بحيث تصبح علاقة قوية غير قابلة للتفكك.
كما أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان قد أمر الزوجين في ليلة زفافهم بصلاة ركعتين شكراً لله سبحانه وتعال، وحتى يجمع بينهما سبحانه وتعالي بالمودة والمحبة، فعن عبد الله بن مسعود، “أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ إِذَا دَخَلَتِ الْمَرْأَةُ عَلَى زَوْجِهَا أَنْ يَقُومَ الرَّجُلُ، فَتَقُومُ مِنْ خَلْفِهِ، فَيُصَلِّيَانِ رَكْعَتَيْنِ، وَيَقُولُ: “اللَّهُمَّ بَارِكْ لِي فِي أَهْلِي، وَبَارِكْ لأَهْلِي فِي، اللَّهُمَّ ارْزُقْهُمْ مِنِّي، وَارْزُقْنِي مِنْهُمْ، اللَّهُمَّ اجْمَعْ بَيْنَنَا مَا جَمَعْتَ فِي خَيْرٍ، وَفَرِّقْ بَيْنَنَا إِذَا فَرَّقْتَ إِلَى خَيْرٍ”.

المصدر: كتاب " السيرة النبوية الذهبي" للمؤلف شمس الدين الذهبيكتاب "اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون" للمؤلف موسى بن راشد العازميكتاب "السيرة النبوية" للمؤلف الإمام أبي محمد عبد الملككتاب "فقه السيرة" للمؤلف محمد غزالي


شارك المقالة: