السؤال
رجل كل سنة يصوم رمضان، ولكنّه لا يصلي الصلوات الخمس فهل يفسد صومه ؟
الجواب
علينا أن نعرف أن هناك فرق بين البطلان في العبادة، وعدم القبول، فالعبادة قد تكون صحيحة لا يُحكم عليها بالبطلان ، ولا يجب عليها إعادتها، وذلك لإنّها استوفت جميع شروطها وأركانها، ولكن مع ذلك تكون غير مقبولة عند الله تعالى، إمّا لرياء دخل على صاحبها، أو كمن يصلي في مال مسروق أو مغصوب، فقبول العمل مرجعه ؟إلى الله تعالى قال تعالى ﴿۞ قَالَ إِنَّمَا یَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلۡمُتَّقِینَ﴾ [المائدة ٢٧].
والذي يصوم وهو ممسك عن المفطرات ، فصومه صحيح غير باطل، حتى لو قام ببعض المعاصي، مثل الكذب وترك الصلاة، ولكن هناك مسألة مع أننا قلنا بصحة عبادته ، السؤال ؟ فهل يؤجر ويثاب على عبادته؟
الوارد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ” من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه” والحديث رواه الجماعة إلا مسلم.
ويقاس عليه من يصوم ولا يصلي، صومه صحيح ولا تجب عليه الإعادة، مع ذلك أيضاً لا نقنطه من رحمة الله تعالى، لعل الله يهديه إلى الصلاة في القريب العاجل، والله لا يضيع عنده مثقال ذرة ، قال تعالى ﴿فَمَن یَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٍ خَیۡرࣰا یَرَهُۥ﴾ [الزلزلة ٧] وقوله تعالى ﴿مَّنۡ عَمِلَ صَـٰلِحࣰا فَلِنَفۡسِهِۦۖ وَمَنۡ أَسَاۤءَ فَعَلَیۡهَاۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّـٰمࣲ لِّلۡعَبِیدِ﴾ [فصلت ٤٦] كذلك لا ننسى النصوص الواردة في عقوبة تارك الصلاة.
والله اعلم