ويبقى صغار الصّحابة رضوان الله عليهم، ممن كان لهم الأثر الكبير في نقل حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، بالرغم من قصر صحبتهم بالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم،لكنّهم لم يتوانوا لحظة عن طلب الحديث ممن سمع من سيدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وكان لهم رضوان الله عليهم الجهد الكبيرفي نقل الحديث لمن بعدهم من التابعين إلى أن وصلنا ، وإن من أكثر صغار الصحابة رضي الله عنهم، الراوي المحدّث أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه، مفتي المدينة.
اسمه ونسبه وولادته
هو الراوي، المحدّث أبوسعيد الخدريّ، سعد بن مالك بن سنان الخدريّ، من أصول تنتمي لقبيلة الخزرج، وأبوه مالك بن سنان، الّذي مصّ دم النبي صلّى الله عليه وسلم يوم أحد، وأخرج من وجهه شي من زرد الدرع الذي دخل برأسه عليه السّلام،وأخوه من أمه قتادة بن النّعمان.
ولد أبو سعيد الخدريّ في المدينة المنوّرة قبل هجرة الرسول صلّى الله عليه وسلّم إليها بعشر سنين،وهو كما يروي محدّثنا أبو سعيد أنه شهد غزوة أحد وهو ابن 13 عام، ولم يسمح له بالمشاركة بها لصغر سنّه، وغزوة أحد كانت في السنة الثالثة للهجرة النّبوية.
جهاده
لم يستطع ابوسعيد الخدريّ اللّحاق بقوافل الفائزين بالغزو مع النّبي صلّى الله عليه وسلّّم في بدر وأحد وذلك لصغر سنة ، ولكنّه لحق به في غزوة الخندق وبني المصطلق.
روايته للحديث النّبوي
كان لأبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه وأرضاه، جهوداً عظيمة في حمل راية نقل الحديث الشريف مع ثلّة من المحدثين والرواة، وكان رضي الله عنه مرجعاً للصّحابة والتابعين في إستقاء علوم الحديث الشريف والفقه من القرآن والسنّة.
وكان رضي الله عنه قد روى عن سيدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وروى أيضاً عن الصّحابة من أمثال: أبي بكر، وعمر بن الخطّاب، وعبدالله بن سلام، وزيد بن ثابت، وعبدالله بن عبّاس وغيرهم كثير من صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلم.
وروى عن إمامنا سعد بن مالك كثير من الصّحابة، والتابعين، وتابعيهم بسند له عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وكانوا كثير منهم: عبدالله بن عمر، وجابر بن عبدالله، ونافع مولى بن عمر،وعطاء بن يسار، وغيرهم ممن نطلب لهم الرضى والرحمة.
وقد بلغ عدد أحاديث أبي سعيد الخدريّ من المرويات مايزيد عن 1170 حديث.
وفاته رضي الله عنه
اختلف المؤرخون في وفاة عالمنا الصحابي أبي سعيد الخدريّ، فقال بعضهم سنة 74 للهجرة، وقال آخرون سنة64 للهجرة، وآخرون ذهبوا إلى سنة 63 للهجرة.
ؤ