لقد كان في صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلم جهابدة استأمنهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على الوحي والحديث فكانوا من كتبة الوحي ورواة الحديث النبوي الشريف، ومن هؤلاء الصّحابة الكرام أُبيُّ بن كعب، من الصّحابة الّذين تركوا بصمة في الحديث النّبويّ وأثراً لطلبة العلم الشرعيّ حتى قيام الساعة، فتعالوا نقرأ عن سيرته رضي الله عنه وجهوده في الحديث النّبويّ الشريف.
نبذة عن أبيّ بن كعب
هو الصّحابي الجليل الفقيه القارئ أبو المنذر أبيّ بن كعب، من كتبة الوحي الإلاهي من الأنصار ومن قبيلة الخزرج، من الّذين بايعوا رسول الله صلّى الله علية وسلم مع الأنصار بيعة العقبة الثانية، ومن الّذين آخى النّبي عليه الصلاة والسلام بينه وبين سعيد بن زيد، وبعد وفاة النّبي صلّى الله عليه وسلّم جلس أبيّ بن كعب يعلم الناس وكان من أفقة الصّحابة وأعلمهم، وتوفي الصّحابيّ الجليل أبيذ بن كعب في المدينة المنوّرة سنة 19 وقيل في السنة الثانية والعشرين للهجرة النّبويّة الشريفة .
أبي بن كعب وروايته للحديث
لقد كان الصّحابي الجليل أبيّ بن كعب من رواة الحديث النّبويّ الشريف، وقد روى الحديث عن سيدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وروى عنه من الصّحابة من أمثال: أنس بن مالك وعبدالله بن عبّاس وعبادة بن الصامت وغيرهم، ومن التابعين من أمثال: سيد التابعين سعيد بن المسيّب وعطاء بن يسار. روى جماعة الحديث من أصحاب السنن عن أبيّ بن كعب ما يقارب الستين حديثاً، وقد أورد له المحدّث بقي بن مخلد في مسندة ما يقارب 146 حديثاً.
في فضل أبي بن كعب
لقد كان لأبيّ بن كعب فضل كبقية أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم في القرآن والحديث ومما روي في فضله ما رواه الإمام مسلم بن الحجاج في صحيحة من طريق أنس بن مالك قال:( أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال لأبيّ: ((إنّ الله عز وجل أمرني أن أقرأ عليك))، قال: الله سمّاني لك؟ قال:((الله سمّاك لي)).
وما ورد من طريق شعبة قال: (سمعت أنساً يقول: جَمَعَ القرآن على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أربعة، كُلّهم من الأنصار: معاذ بن جبل وأبيّ بن كعب وزيد بن ثابت وأبو زيد، قال قتادة: قلت لأنس: من أبو زيد، قال: أحد عمومتي).
