لقد كان للصّحابيات دور كبير في نشر دين الإسلام، وقد كان النّبي صلّى الله عليه وسلّم يوصي بهنّ خيراً، فكان منهنّ الراويات للحديث النّبويّ الشريف ومنهنّ المجاهدات، فلم يكنّ في منأى عن الدور في حفظ هذا الدين، نتكلم اليوم عن صحابيّة من بيت الصدّيق أبي بكر، وزوجة لعبدالله بن الزّبير، وأمّا لعبدالله وعروة وعاصم والمهاجر وخديجة وأمّ الحسن وعائشة ابناؤه، إنّها أسماء بنت أبي بكر الصدّيق، تعالوا معنا بسيرتها في الحديث.
نبذة عن أسماء
هي الصّحابيّة الجليلة أسماء بنت عبدالله بن أبي قحافة، ذات النطاقين، النطاق الّذي ربطت به زاد النّبي صلّى الله عليه وسلّم وأبيها عند الهجرة، من السابقات إلى الإسلام، أسلمت بمكّة المكرمّة قبل الهجرة، تزوجت بالزبير بن العوام، وهي أخت عائشة من أبيها، وأمها قتيلة وهي أكبر من عائشة بما يزيد عن عشر سنوات، آخر الصّحابيات موتاً، توفيت بعد مقتل ابنها وبعد أنْ أصابها العمى، وكان ذلك في السنة 73 للهجرة عن عمر يناهز المائة عام.
روايتها للحديث
كانت أسماء بنت أبي بكر من الصّحابيات المحدّثات اللّاتي رويْن الحديث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأورد لها بقي بن مخلد ما يقارب الثمانية وخمسين حديثاً، جاء لها ممّا اتفق الشيخان في الرواية 13 حديثاً ، جاء البخاري لها منفرداً بخمسة أحاديث، ومسلم لها بانفرادٍ بأربعة.
روت أسماء عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم وكان من الّذين رووا عن أسماء الحديث أبنائها وعبدالله بن عبّاس ومحمّد بن المنكدر وغيرهم كثير.
من حديث أسماء
ممّا روي من الحديث من طريق أسماء بنت أبي بكر ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أسماء بنت أبي بكر أنّها قالت: ((قَدِمَتْ عليّ أمّي وهي مشركة في عهد قريش إذ عاهدهم فاستفتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقلت يا رسول الله قدِمتْ عليّ أمّي وهي راغبة، أفأَصِلُ أُمّي قال:( نعم صِلِي أمّكِ). رواه البخاري أيضاً واللفظ لمسلم.
وروى مسلم في صحيحه عن أسماء أيضاً ما روته فاطمة بنت المنذر بنت الزبير بن العوّام عن أسماء بنت أبي بكر أنّها ((كانت تُؤتى بالمرأة الموعوكَة فتدعو بالماء فتصبّه في جَيْبِها وتقول: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال:(أبردوها بالماء) وقال:( إنّها من فِيح جهنّم).