أصحاب الكتب التسعة

اقرأ في هذا المقال


لقد كانَ لعلمِ الحديث النَّبويِّ الشَّريفِ مباحثُهُ المُتَّصِلَةُ به وعلمائه المختَصُون به، وقدْ كانَ لهُ منْ بعدِ زمنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم تطوراً في نَقْلِه، لموتِ منْ رووا الحديثَ منَ النَّبي صلّى اللهُ عليهِ وسلَّم وخوفِ الأمّةِ من ضياعِهِ ودخولِ الدَّسِّ والوضْعِ بهِ بسبب انتشارِ الدِّينِ ودخول الأعاجمِ ومنْ يخفي العداء للإسلام ويظهر غيره، فظَهرت كتب الحديثِ المُختَلِفَةِ في تدوين الحديثِ وتثبيتِه حسب شروطٍ لأصحابِ الكُتب، وكانَ لها بالنسبة لأصحابِها مسَمياتِها الخاصة بما يدُلُّ عليها ومنها أصحاب الكتب التِّسعة، فماهي الكتُب التِسعة وأصحابُها؟وما أهَمِّيَّتُها؟.

مفهوم الكتُب التسعة وأصحاب الكتب التسعة:

يُطْلَقُ مصْطُلَحُ الكُتب التِّسعة على كتبِ الحديث التسعَةِ وهي الصحيحانِ للبخارِيَّ ومسلم والسننِ الأربعةِ للتَّرمِذيِّ والنَّسائِيِّ وأبي داوود وابنِ ماجة بالإضافَةِ إلى مسندِ أحمد وموطَاِ مالكٍ وسنن الدارميِّ، وأمّا مصطلحُ أصحاب الكُتُبِ التِّسعَةِ فهو يدلُّ على مُؤَلِّفيها من أصحابِ الحديثِ.

أصحاب الكتب التِّسعة:

1ـ الإمامٌ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ المولود سنةَ مائَةِ وأربعٍ وتسعونَ والمُتَوفَّى سنةَ ستٍ وخمسين ومائَتينِ منَ الهجْرَةِ أمَّا كتابُهُ فهو المعروفِ بَصَحيحِ البُخارِيِّ.

2ـ الإمام مُسلِمُ بنُ الحَجَّاجِ النيسابوريُّ، وهو الإمامُ المولودِ في السَّنَةِ السَّادِسَةِ بعدَ المائَتينِ منَ الهِجْرَةِ والمُتَوَفَّى في السَّنَةِ الحادِيةِ والسِّتينَ بعدَ المائَتَيْنِ منَ الهِجْرَةِ وكِتابُهُ المعروفُ بصحيحِ مُسْلِم.

3ـ الإمامُ أحْمَدُ بنُ شُعَيْبٍ النَّسائِيُّ، وهو الإمام المولودُ في السَّنَةِ الرَّابِعَةِ عَشَرةَ بعدَ المائَتَيْن منَ الهِجْرَةِ والمُتَوَفَّى في السَّنَةِ الثَّالِثَةِ بعْدَ المائَةِ الثَّالِثَةِ منَ الهِجْرَةِ وكِتابُهُ المَعْروفُ بسُنَنِ النَّسائِيِّ.

4ـ الإمامُ أبو داوودّ، سُلَيمانُ بنُ الأشْعَثِ السَّجِسْتانِيُّ المولودُ في السَّنَةِ الثَّانِيّةِ بعدَ المائَتَيْنِ منَ الهِجْرَةِ والمُتَوفَّى في السَّنَةِ الخامِسَةِ والسَّبعينَ بعدَ المائَتَيْنِ منَ الهِجْرَةِ وكِتابُهُ المَعْروفِ بِسُنَنِ أبي داوودَ.

5ـ الإمام أبو عيسَى مُحَمَّدُ بنُ عيسَى التِّرْمِذِيُّ، المولودِ في السَّنَةِ التَّاسِعَةِ بعدَ المائَتينِ منَ الهِجْرَةِ والمُتَوَفَّى في السَّنَةِ التَّاسِعَةِ والسَّبعينَ بعدَ المائَتينِ منَ الهِجْرَةِ وكِتابُهُ المَعْروفُ الجامِعِ الصَّحيح أوْ سُنَن التِّرمِذيُّ.

6ـ الإمامٌ مُحَمَّدُ بن يزيدَ بن ماجَةَ القَزْوينِيُّ، المولودِ في السَّنَةِ التَّاسِعَةِ بعدَ المائَتَيْنِ منَ الهِجْرَةِ والمُتَوَفَّى في السَّنَةِ الثَّالِثَةِ والسَّبعينَ بعدَ المائَتينِ منَ الهِجْرَةِ وكِتابُهُ المَعْروفُ بسُنَنِ ابنِ ماجَةَ.

7ـ الإمامُ أحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، الفقيهُ المحدِّثُ صاحبُ المَذْهَبِ الحَنْبَلِيُّ، المولودِ في السَّنَةِ الرَّابِعَة والسِّتينَ بعدَ المائَةِ منَ الهِجْرَةِ والمُتَوَفَّى في السَّنَةِالحادِيَةِ والأرْبَعينَ بعدَ المائَتينِ منَ الهِجْرَةِ وكتابُهُ المَعْروفِ بمُسْنَدِ أحمدٍ.

8ـ الإمامُ أبو عبدِ اللهِ، مالِكُ بنُ أنسٍ المَدَنِيُّ، صاحبُ المَذْهبِ المالِكيِّ، المولودِ في العام الثَّالِثِ والتِّسْعينَ منَ الهِجْرَةِ والمُتَوَفَّى في السَّنَةِ التَّاسِعَةِ والسَّبْعينَ بعد المائَةِ منَ الهِجْرَةِ وكِتابُه المعروفُ بِمُوَطّأِ مالِكٍ.

9ـ الإمامُ عبدُ اللهِ بنُ عبدِ الرَّحمنِ الدَّارِمِيُّ، المولودِ في العامِ الحادي والثَّمانينَ بعدَ المائَةَ منَ الهِجْرَةِ والمُتَوَفَّى في العامِ الخامِسِ والخمسينَ بعدَ المائَتينِ منَ الهِجْرَةِ وكتابُه المَعْروفُ بِسُنَنِ الدَّارِمِيِّ.

أهمية الكتبِ التِّسعَةِ:

لَقَدْ كانَ للكُتبِ التِّسعَةِ المذكورة والمَنْسوبَةُ لأصْحابِها المّذْكورينَ أهميَّة وفَضْلُ في تدْوينِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ، وقدْ كانَ لأصْحابِها مناهِجُهُم في روايَةِ الحديثِ النَّبويَّ ، وقدْ اتَّفَقَ علماءُ الأمَّةِ على تَفْضيلِ الصَّحيحانِ للإمامَيْنِ البُخارِيُّ ومسْلِمْ على غيرِهما، لما احْتَوَتْهُ مُصَنَّفاتُهُم على الصَّحيحِ منَ الحديثِ، ولا نٌنْقِصُ منْ أهميةِ الكُتثبِ الأخْرَى فقدْ كانَ فيهِما الصَّحيحُ وغيْرِهِ بشُروطٍ أخَفَّ منْ الصَّحيحانِ في قٌبُولِ الحديثِ.


شارك المقالة: