أهمية فتح مكة

اقرأ في هذا المقال


خاض سيد الخلق والمرسلين العديد من الغزوات الإسلامية في حياته، وكان من هذه الغزوات العظيمة غزوة فتح مكة.

حيث كانت غزوة فتح مكة غزوة الفتح المبين، وتعتبر غزوة فتح مكه المعركة الفاصلة وكانت هي الفتح الأعظم الذي تم فيه القضاء على كيان الوثنية بشكل كامل، حيث لم يترك لوجودها أي مجال ولا حتى أي مبرر في كل أجزاء الجزيرة العربية، فقد كانت جميع القبائل المجاورة وحتى البعيدة تنتظر النتائج من ذلك العراك والاصطدام الذي كان يدور بين فريقي المسلمين والوثنيين ( من يعبدون الأصنام)، وكانت هذه القبائل تعرف حق المعرفة أنّه لن يسيطر أي أحد على الحرم إلا الذي يكون على الحق.

وكان ذلك الاعتقاد الجازم قد تأكد قبل نصف القرن تقريباً من ذلك الفتح، وكان ذلك عندما قصد أصحاب الفيل الوصول إلى البيت الحرام، عندها أهلكهم الله جميعاً وجعلهم كعصف مأكول.

وبعد ظهور دين الله الإسلام والجهر فيه كان صلح الحديبية هو بداية مقدمة ذلك الفتح المبين والعظيم، وبصلح الحديبية أمن الناس بالنبي حيث كلم الناس بعضهم بعضاً عن ذلك الدين وعن النبي الكريم، حتى أنّه بعد صلح الحديبية تمكن كل شخص كان يخفي دينه من المسلمين في مكة من إظهار دينه علناً، وايضاً الدعوة إليه والمناظرة على دين الله الإسلام.

ودخل بسبب الصلح العديد والكثير من البشر في دين الله الإسلام، لدرجة أنّ عدد الجيش الإسلامي الذي كان لا يزيد في الغزوات السابقة عن ثلاث آلاف جندي، ها هو يدخل الغزوات والحروب والمعارك في عدد كبير، والدليل على ذلك هو في غزوة فتح مكة كان عدد الجيش الإسلامي في تلك الغزوة عشرة آلاف مقاتل.

حيث كانت غزوة فتح مكة الغزوة الفاصلة التي فتحت عيون الناس على الحق، وأبادت عنها آخر الأسوار التي كانت تمنع بينها وبين الدخول في دين الله الإسلام، وبذلك الفتح المبين تمكن المسلمون من السيطرة على الموقف السياسي والديني معاً في آنٍ واحد في كل أجزاءال جزيرة العربية بطولها وعرضها، حيث انتقل إليهم بذلك الصدارة الدينية والزعامة الدنيوية أيضاً.

فالعهد الجديد الذي بدأ بعد صلح الحديبية كان لصالح المسلمين من جميع النواحي، وهذا العهد قد اكتمل بعد ذلك الفتح الذي أكرم الله به نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم، ولكن بدأ ايضاً بعد ذلك عهد آخر كان لصالح المسلمين أيضاً، وكان لهم في ذلك العهد السيطرة التامة والكاملة على كل المواقف، عندها لم يبق مجال للقبائل العربية إلا أن يأتوا إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم حتى يدخلوا في دين الله الإسلام، ويكون لهم دور في الدعوة إلى الإسلام ونشره في كل أطياف العالم.

المصدر: الرحيق المختوم/ صفى الرحمن المباركفورينور اليقين/محمد الخضريمختصر الجامع/ سميرة الزايد


شارك المقالة: