الإمام الحاكم والرواية

اقرأ في هذا المقال


لقدْ دخلَ الحديثُ النَّبويُّ الشَّريفُ في مرْحَلّةٍ مُتَطَوِّرَةٍ منَ التَّصْنيفِ والبحثِ في عُلومِهِ في القرْنِ الرَّابعِ الهِجْرِيِّ، وبرزَ في هذا العَصْرِ كثيرٌمنَ المُصَنِّفينَ في الحديثِ وعُلومِهِ وفي علمِ الجرحِ والتَّعديلِ وعلْمِ الرِّجالِ بصورَةٍ واسِعَةٍ ، وقدْ كانَ الحاكِمُ النَّيْسابورِيُّ أحَدَ العُلَماءِ البارِزِينَ في التَّدْوينِ، فتعالوا مَعنا في الحديثِ عنْ سيرَتِهِ مَع الحديثِ والرِّوايَةِ.

نبذة عن الإمام الحاكم:

هوَ الإمامُ المُحَدِّثُ، أبو عبدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكِمِ النَّيسابورِيُّ، الطَّهْمِيُّ الضَّبيُّ، منْ علماءِ الحديثِ في القرنِ الرَّابعِ الهِجْرِيِّ، وُلِدَ في نَيسابورَ في العامِ الحادِي والعِشْرينَ بعدَ المائَةِ الثَّالِثَةِ منَ الهِجْرَةِ، وطلبَ العلْمَ صغيراً ورَحَلَ في طَلبِ الحديثِ لِيَصِلَ إلى العِراقِ وبلادِ خُراسانَ، ولُقِّبَ بالحاكِمِ لِتَوَليهِ حكمَ نَيْسابورَ في زمانِهِ، واعتزَلَ في آخرِ حياتِهِ إلى التَّصْنيفِ والروايةِ، وكانَ لَهُ منَ المُصَنَّفاتِ الكَثيرَ كالمُسْتَدْرَكِ وتاريخِ نَيْسابورَ وغيرِها، وكانتْ وفاتُهُ في العامِ الخامِسِ بعدَ المائَةِ الرَّابِعَةِ منَ الهِجْرَةِ يرْحَمُهُ اللهُ.

الإمام الحاكم وسيرته مع الحديث:

لقدْ كان الإمامُ الحاكِمُ النَّيْسابورِيُّ منْ كبارِ المُحَدِّثينَ والمُصَنِّفينَ في القرنِ الرَّابعِ الهِجْرِيِّ، وقدْ روَى الحديثَ منْ طريقِ كثيرٍ منَ المُحَدِّثينَ منْ أمْثالِ: أبيهِ عبدِ اللهِ بنِ حَمْدَوَيْهٍ ومُحَمَّدِ بنِ يعقوبَ الأصَمَِّ ومُحَمَّدِ بنِ يعقوبَ الشَّيبانِيِّ ومُحَمَّدِ بنُ القاسِمِ العَتْكِيِّ والحَسَنِ بنِ يَعْقوبَ البُخارِيِّ ومُحَمَّدِ بنِ صالِحِ بنِ هانِئَ والحُسَيْنِ بنِ الحَسَنِ الطُّوسِيِّ ومُحَمَّدِ بنِ حاتِمِ بنِ خُزَيْمَةَ وغيرِهم يرْحَمُهُمُ اللهُ.

أمَّا منْ رَوَى الحديثَ منْ طريقِ الإمامِ الحاكِمِ فَمِنْهُمْ: أبو العلاء الواسِطِيُّ ومُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ يَعْقوبَ وأبو بكْرٍ البَيٍْهَقِيُّ وأبو الفَضْلِ الصَّرَّامِ وأبو الفَتْحِ بنُ أبي الفوارِسَ والإمامُ الدَّارْقُطْنِيُّ (من أشْياخِهِ)، وغيرُهمْ يرْحَمُهُمُ اللهُ.

الإمام الحاكم والتصنيف في الحديث:

لقدْ كانَ للإمامِ الحاكِمِ النَّيْسابورِيِّ دورُهُ الكبيرُ في التَّصْنيفِ في الحديثِ وعلومِهِ، ومنْ الآثارِ الموجودَةِ لَهُ في هذا العلمِ:

1ـ المسْتَدْرَكُ على الصَّحيحَيْنِ.

2ـ المدْخل في علوم الحديث.

أمَّا المستدركُ على الصَّحيحَيْنِ وهوَ منْ كُتُبِهِ فقدْ كانَ للإمامِ الحاكِمِ منَْهَجُهُ الّذي يقومُ على روايةِ الأحاديثِ الّتي ينْطَبِقُ عليْها شروطُ الشَّيْخانِ الإمامُ مُحَمَّدُ بنُ إسْماعيلَ البُخارِيُّ والإمامُ مُسْلِمُ بنُ الحجَّاجِ في الرِّوايَةِ ولمْ تَرِدْ في صَحِيحَيْهِما، وأورَدَ أهلُ العِلمِ عنِ المُسْتَدْرَكِ أنَّهُ وَقَعَ فيه منَ الصَّحيحِ والحسَنِ والضَّعيفِ بخلافِ ما أوْرَدَهُ الشَّيْخان.


شارك المقالة: