الإمام المحدّث محمّد بن ادريس الشافعيّ

اقرأ في هذا المقال


اسمه ونسبه

هو : الإمام الفقيه المحدّث محمّد بن إدريس الشافعيّ القرشيّ، ثالث أئمة الفقه الإسلاميّ، بجانب الإمام مالك بن أنس صاحب الموطأ، وأبو حنيفة النّعمان وأحمد بن حنبل صاحب المسند.

ولادته ونشأته

ولد الإمام الشافعيّ بغزّة سنة 150 للهجرة، الموافق للميلاد سنة 776، من أصل مكيّ، هاجر والده للعمل من مكّة الى غزّة، وتوفي والده عليه رحمة الله بعد ولادة الإمام الشَّافعيّ بفترة وجيزة، ولمّا أكمل الإمام الشَّافعيّ السنتين، عادت به أمه إلى مكة المكرمة، وفيها نشأ إمامنا الشافعيّ رحمه الله، واهتمّت والدته بطلبه للعلم، فبعثته إلى قبيلة هذيل ، وقد كانت من أشهر القبائل العربية فصاحة، فجلس عندهم عاماً، يتعلّم اللّغة العربية، بعدما أحسّت بضعف في الإمام الشافعي بالفصحى، ثمَّ عاد الإمام الشافعيّ رحمه الله ، فحفظ القرآن صغيراً في سنِّ السابعة من عمره، وبقي في مكّة المكرّمة يتنقَّل بين مجالس علمائها ينهل من علمهم، فأُذن له بالفتيا ولم يبلغ سنَّ العشرين من عمره، ثمَّ انتقل إلى المدينة المنوّرة، وهناك التقى بأكبر شيوخة الإمام مالك بن أنس، ثمَّ سافر إمامنا الشافعيّ رحمه الله الى اليمن، وقيل أنَّه عمل بها وقد كان فقير الحال، ثمَّ انتقل الإمام الشافعيّ رحمه الله تعالى إلى بغداد، فسمع من محمّد بن الحسن الشيبانيّ رحمه الله، ودرس الفقه الحنفيّ في بغداد موطن الأحناف، فجمع بذلك الفقه الحنفيّ والمالكيّ، وفي بغداد جلس إليه الإمام أحمد بن حنبل صاحب المسند، وهو من تلاميذ الإمام الشافعيّ، فتعلَّم وحدّث عنه، ثمّ عاد بعدها إلى مكّة المكرمة، وقيل أنَّه سافر إلى بغداد مرَّة أخرى ، وإلى مصر أيضاً.

شيوخة وتلاميذه

تلقّى الإمام الشافعيّ رحمه الله العلم على يد كثير من العلماء في مكّة وغيرها، فتعلَّم في مكّة على يد علمائها أمثال سفيان بن عيينة، ومسلم الزنجيّ، ولمّا رحل عالمنا للمدينة، تلقَّى من علمائها أمثال الإمام مالك بن أنس صاحب الموطأ، وقد حفظ الإمام الشافعيّ رحمه الله موطَّأ مالك وهو في سنِّ الرابعة عشر، ومحمد بن الحسن الشيباني كان شيخه بالعراق، وتتلمذ على يديه الكثير من طلبة العلم ومنهم :أحمد بن حنبل، والإمام إبراهيم البغداديّ، والربيع الأزديّ، وغيرهم كثير.

الشافعي والحديث ومنهجه في النقل والرواية

تمرّس الإمام الشافعيّ رحمه الله تعالى في طلب الحديث النّبويّ الشريف، وكان من شروط قبول الرِّواية عنده أن يحدّث الثّقة عن الثّقة حتى الوصول لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكان كتابة اختلاف الحديث يبحث فيه بمُختلف الحديث، ويبحث في النَّاسخ والمنسوخ فيها فيأخذ بالنَّاسخ وهو الحديث الّذي نزل وألغى ماقبله، ويتكلَّم فيه مع الترجيح.

محنته ووفاته

وقع الإمام الشافعيّ في محنة، وذلك بسب تأليفة كتاباً بيّن فيه ما اختلف فيه مع الإمام مالك رحمه الله، فتعرَّض بعده للهجوم من قبل طلَّاب مالك، وقيل ضرب إمامنا حتى مات رحمه الله تعالى، وكان ذلك سنة 204 للهجرة، الموافق للميلاد سنة820 .


شارك المقالة: