التعديل في علم الحديث

اقرأ في هذا المقال


لقد كان لبحث العلماء في الحديث سنداً ومتناً جهود عظيمة، بيَّنت أحوال الرواة من حيث قبولهم وردّهم، وتكلمت في عدالتهم وضبطهم ممّا أُحلّ شرعاً وذلك لبيان درجة الحديث، وقد كان للجرح والتعديل ذلك العلم الشرعيّ دورٌ كبيرٌ في إثبات الحديث، فأمّا الجرح فهو أن يتكلأم فيما سقط ونقص في الراوي من عدالته وضبطة، وأمّا التعديل فتعالوا نتعرّف إلى التعديل وما يبحث فيه.

مفهوم التعديل

التعديل لغة: من الاستقامة.

والتعديل في اصطلاح المحدّثين ما يُشهد للراوي بأنّه مستقيم في عدالته وضبطه، أي أنّه ثقة، وهو نقيض الجرح الّذي يُطعن فيه بالراوي ويُتكلّم في ما يُنقص من عدالته وضبطه.
والجرح والتعديل علمٌ خاص يبحث في أحوال الرواة لكي يوضعوا بميزان القبول والرّد في أحاديثهم وما نقلوه عن غيرهم من حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

شروط المعدّل

يشترط في المعدّل ومن يشهد بعدالة الرّواة شروطاً وهي:

1ـ أن يكون عالماً وتقيّاً وفيه صفات الورع التي تعينه على ذلك وتشهد له بالعدل في الكلام ووصف الرواة ويكون عدلاً لكي يعدّل غيره، فليس من المقبول أن يعدّل الأخرين في صفاتهم ولم يكن عدلاً.

2ـ أن يكون على علم بقواعد علم الجرج والتعديل وخاصّة في قواعد تعديل الرواة كي لا يثيت عدالة منقوصة أو أن يعطي صفة غير موجودة وذلك بناء على قواعد هذا العلم.
3ـ لا يشترط في المعدَّل الذكورية والحرية بأن يكون ذكراً أو أن يكون أنثى.

آداب المعدّل

إنّ من آداب المعدّل أن يكون تعديله موزوناً، لا يدخل فيه شيء من الرّياء، ويكون هدفه في ذلك خدمة حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فلا يعطي صفة في الراوي ترفعه لدرجة كبيرة جداً فوق مرتبته الّتي يستحقها، كما هي آداب الجارح في عدم إنزال الراوي عن مرتبته الّتي يستحقّها.

ثبوت تعديل الراوي

يثبت تعديل رواة الحديث النّبويّ الشريف بشهادة إثنين كما في الشهادة في الأمور الأخرى، أو أن يكون شائعاً بين أهل الحديث عدالة الراوي وضبطة فيقال عنه ثقة، وقد اختلف العلماء في عدد من يُثبتوا تعديل الراوي فذهب بعضهم إلى الاكتفاء بواحد ومنهم ابن الصّلاح والبغدادي الخطيب، ومنهم من اشترط اثنين، قياساً على الشهادة في الأمور الأخرى في الدين.


شارك المقالة: