التعريف بنبي الله هود عليه السلام:
لما اختار الله تعالى من الناس الرسل والأنبياء اختار صفوتهم، فأُحي إليهم شرعه، وعهد إليهم بأن يبلغوا ما كلفوا به من شرعه للناس، وأن هؤلاء الرسل الذين اختارهم الله تعالى كانوا أكمل البشر في الخلق والخُلق، وكانوا أفضلهم أشرفهم نسباً ومكانة في أقوامهم، وكان الاصطفاء خيار الله لهؤلاء الرسل فقال الله عزّ وجل مخبراً عنهم: “اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ” الحج:75.
قال السعدي في تفسير هذه الآية أي: يختار ويجتبي من الملائكة رسلاً ومن الناس رسلاً يكونون أزكى ذلك النوع، وأجمعه لصفات المجد، وأحقهُ بالاصطفاء فالرسُل لا يكونون إلا صفوة الخلق على الإطلاق، والذي اختارهم واصطفاهم ليس جاهلاً بحقائق الأشياء، أو يعلم شيئاً دون شيء، وإنما المُصطفى لهم السميع البصير، الذي قد أحاط علمهُ وسمعهُ وبصرهُ بجميع الأشياء، فاختيارهُ إياهم عن علمٍ منه أنهم أهلٌ لذلك، وأن الوحي يصلحُ فيهم.
نسب هود عليه السلام:
وذكر كر نسب هود عليه السلام في كل مما يلي:
- في القرآن الكريم:
لقد ذُكر في القرآن الكريم قصص أنبياء الله عليهم السلام في أكثر صفحاته ولم يتطرق القرآن الكريم إلى تفاصيل أنساب الأنبياء عليهم السلام فهذا نبي الله هود عليه السلام قد ذُكر اسمه في القرآن الكريم صراحةً سبعُ مراتٍ، وفي جميع هذه المواضع التي ذكر فيها لم يذكر نسبه بالتفصيل، بل ذُكر أنه من قبيلة عاد التي بُعثَ إليها، ومما يعزز قولنا هذا قول الله تعالى: “وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ” الأعراف:65. - عدم ذكر نسب هود عليه السلام في السنة المطهرة:
إن التمحصِ والإطلاعِ في كتب الحديث والسنة فقد تبينَ للباحث أن السنة النبوية لم تذكر نسب نبي الله هود عليه السلام، سوى أن بعض الباحثين وجدوا حديثاً ضعيفاً يُنسب إلى هود عليه السلام للعرب، ولا نريد أن نذكر هذا الحديث لعدم التأكد منه. - ذكر نسب هود عليه السلام في التاريخ:
لقد تحدث الإمام الطبري في كتابه “تاريخ الرسل والملوك” عن نسب هود عليه السلام، ولكن هذه الرواية التاريخية لا نجزم بصحتها في ذكر أنساب الأنبياء عليهم السلام المفصلة عند مؤلفيها، فَفي نسب هود عليه السلام ذكر الطبري روايتين، الأولى وهي أن هوداً عليه السلام هو هود ابن عبد الله بن رباح بن الخلود ابن عاد بن عوص بن إرمَ بن سام بن نوح. وذكر ابن الأثير في كتابه الكامل نسب هود عليه السلام فقال: هو هود بن عبد الله بن رباح ابن الخلود بن عاد بن عوض.
والرواية الثانية أنه تبين للباحثين أن تعريف الطبري وابن الأثير في نسبة هود إلى عاد وهي الأقرب؛ لأن الله تعالى قد بيّن أن هوداً بُعث لقبيلة عاد، وهي قد نُسبت لجدهم الأكبر عاد، حيث يقول الله تعالى: “وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ” الأعراف:65. فهنا نرى أن القرطبي يفسر قوله تعالى: “وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا” أي وأرسلنا إلى عادٍ أخاهم هوداً. فقال ابن عباس أي عن أبيهم: وقيل: أخاهم في القبيلة وقيل: أي بشراً من بني أبيهم آدم.