الحديث الشريف من حيث قائله

اقرأ في هذا المقال


مفهوم الحديث الشريف:

إنَّ الحديث الشريف هو: ماروي عن النبي ــ صلّى الله عليه وسلم ــ من قول، أوفعل، أوتقرير، أوصفة خُلُقيَّة أو خَلْقِيَّة، وبهذا المصطلح قد نجد أنَّ الحديث النبوي الشريف قد يشمل كلُّ ما ورد عن النبي ــ صلى الله علية وسلم ــ ممَّا كان منه على سبيل الاقتداء وغير الاقتداء، وقد يشمل أيضاً ما روي عن الصحابة والتَّابعين، أمَّا السنّة النبوية فهي ما روي عن النبي ــ صلّى الله عليه وسلّم ــ على سبيل التشريع والاقتداء، فلا تشمل السنّة النّبويّة الصفة الخَلْقِيّة؛ لأنَّها لا مجال للبشر بالاقتداء بخَلْق النّبيّ ــ صلّى الله عليه وسلّم ــ، كلون شعرهِ عليه الصّلاة والسّلام وبشرتهِ.

أقسام الحديث الشريف من حيث القائل:

1 ـ الحديث القدسي:

إنَّ الحديث القدسيّ هو مارواه النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ عن ربّه بلفظهِ ومعناهِ، وهو ما كان من النبي ــ صلّى الله عليه وسلم ــ،ويرد مقروناً بألفاظ تدلُّ على أنّهُ من الله تعالى، كأن يقول النبي ــ صلّى الله عليه وسلم ــ : يقول الله تعالى ، أو ماورد عن النبي مسبوقاً بلفظ ((فيما يرويه عن ربه عزوجل))، وهو بهذا يختلف عن باقي الحديث الشريف بأنَّهُ مصدرهُ من الله تعالى ، وكانت مهمته ــ صلّى الله عليه وسلم ــ تبليغه فقط، وهو مايختلف عن القرآن، بأن القرآن نزل بالوحي لفظاً ومعنى، محفوظ من التحريف، والتبديل، والخطأ، والدّس، وأنَّ القرآن يُتعبَّد بتلاوته ولا تصحّ الصّلاة إلَّا به، أمَّا الحديث القدسيّ، فقد وقع فيه الدّس والتحريف بعد عصر النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ، وأمَّا الفرق بين الحديث القدسيّ والحديث النبوي، بـأنَّ الحديث النبوي مصدره من الله فالنبي وحي يوحى ولكنه بلفظ النبي صلى الله عليه وسلم.

ومن الأمثلة على الحديث القدسيّ:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ :(قال الله عز وجل: يؤذيني ابن آدم يسبُّ الدّهرَ، وأنا الدَّهرُ بيدي الأمر، أقلّب الليل والنّهار)رواه الشيخان البخاري ومسلم.

وعن زيد بن خالد رضي الله عنه قال: صلّى لنا رسول الله ــ صلى الله عليه وسلّم ــ صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليلة، فلمّا انصرف أقبل على الناس فقال: (هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: من أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأمّا من قال: مُطِرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب، وأمَّا من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب) رواه الشيخان

2 ـ الحديث المرفوع:

وهو: الحديث الّذي أسند إلى النّبيّ ــ صلّى الله عليه وسلّم ــ من قول، أوفعل، أوتقرير، أوصفة، سواء كان الحديث من الصحابي أو من جاء بعده، متصلاً بالنّبي ــ صلّى الله عليه وسلم ــ، ومن الأمثلة على ذلك كثير من ذلك قوله ــ صلى الله عليه وسلم ــ:(منْ يقم ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدّم من ذنبه)

3ـ الحديث الموقوف:

وهو ما أضيف إلى الصحابيّ، من قول، أوفعل، أوتقرير، أوصفة، أي أنّه صدر عن الصحابي، ولم يصدرعن النّبيّ ــ صلّى الله عليه وسلّم ــ ومن أمثلة الحديث الموقوف، قول علي ــ رضي الله عنه ــ:أحبب حبيبك هوناً ما، عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وابغض بغيضك يوماً ما، عسى أن يكون حبيك يوماً ما.

4 ـ الحديث المقطوع:

وهو: ما أضيف إلى التّابعيّ، من قول، أو فعل، أو تقرير، أو صفة، ويسمّى أيضاً عند المحدّثين (الأثر)، ومن الأمثلة على ذلك: قول الحسن البصريّ ــ رحمه الله تعالى ــ في الصلاة خلف المبتدع (صلِّ وعليه بدعته).


شارك المقالة: