الحديث القدسي

اقرأ في هذا المقال


إنّ من علوم الحديث النّبويّ الشريف التي إشتغل العلماء في دراستها، هي علوم الحديث من حيث قائله ، سواءً كان من الله على لسان النّبي صلّى الله عليه وسلّم، أو كان مرفوعاً إلى النّبي صلّى الله عليه وسلّم، أو كان متوقفاً عند الصّحابيّ أو التابعيّ، وسيكون حديثنا في هذه السّطور عن الحديث الّذي مصدره من الله عزوجل على لسان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وهو الحديث القدسي.

تعريف الحديث القدسي

الحديث القدسي: هو الحديث الّذي يكون معناه من الله عزو وجل، ويكون على لسان النّبي صلّى الله عليه وسلّم، ويكون وحيٌ من الله عزو وجل، إما بإلهام أو رؤيا للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ويكون مسنَداً من النّبي صلّى الله عليه وسلم إلى الله عزّ وجلّ بألفاظ عدّة منها: قال الله عزوجل أو فيما يرويه عن ربه أو كما جاء في الحديث القدسيّ، وسميّ قُدُسياً نسبة إلى القُدُس وهو في اللغة الطهر، وفي الإصطلاح لنسبته لله عزوجل المنزّه عن الخطأ والنقص، ويسمى عند العلماء الحديث الرّبانيّ أو الحديث الإلاهيّ، وكلها مفاهيم تدل على مصدر معناه من الله عزوجل، ويأتي بوحي فيلفظه النّبيّ صلّى الله عزوجل.

حكمه وحجيّته

إنّ الحديث القدسي مثله مثل الحديث في قبوله ورده، فهو لم يكن مثل القرآن في إعجازة وتكفل الله بحفظه إلى يوم القيامة، فينظر في الحديث القدسيّ حتى يقبل، كما ينظر في الحديث النبوي الشريف، ويبحث في إتصال سنده وفي رواته، ويقبل إذا وافق شروط الحديث المقبول، ومن الأحاديث القدسيّة من كانت متفاوته في درجة قبولها وصحّتها، فمنها الأحاديث الصّحيحة ومنها الأحاديث المردودة لضعفها أو لعدم صحّتها.

الفرق بين الحديث القدسي والقرآن الكريم

إنّ الحديث القدسيّ يختلف عن القرآن الكريم في مواضيع عديدة منها:

1 ـ الإعجاز: فالقرآن الكريم معجز في لفظه ومعناه، لأنّه من الله عزوجل المنزّه عن الخطأ والنسيان والنقص.

التواتر في نقله: القرآن الكريم كلّه منقول بالتواتر وذلك خلاف الحديث القدسي الّذي تواتر بعضه وليس كلّه.

3 ـ طريقة الوحي: فالقرآن الكريم نزل على النّبي صلّى الله عليه وسلّم بواسطة الوحي جبريل، أمّا الحديث القدسيّ فقد يكون بإلهام أو بوحي أو قد يكون برؤيا للنّبي صلّى الله عليه وسلّم.

التعبّد بالتلاوة: فالقرأن الكريم يتعبّد بتلاوته، ولا تصح الًصّلاة إلا به، أما الحديث القدسي فلا يتعبد بتلاوته.


شارك المقالة: