الراوي أبوذر الغفاري

اقرأ في هذا المقال


رضي الله عن الصّحابة النّجوم المضيئة في سماء العلوم الشرعية، ناقلوا القرآن والسنّة، رافقوا رسول الله ــ صلّى الله عليه وسلّم ــ وأخذوا منه الحديث هاجروا وغزو معه، رافقوه في كلِّ زمان ومكان، لأنّهم يعلمون أنّه لا ينطق عن الهوى وأنَّ الإسلام لا يكتمل بالقرآن فقط، بل بما جاء من الحديث، ونسترجع بذاكرة الحفظ والرواية، إلى صحابيّ من كبار الصّحابة رضوان الله عليهم، حيث قال عنه الحافظ الذّهبيّ : “كان رأساً في الزهد، والصدق، والعلم والعمل قوّالاً بالحق”، إنّه الصحابي الجليل جندب بن جنادة.

اسمه ونسبه وحياته:

تضاربت الأقوال في اسم أبو ذر الغفاري فقيل فيه الكثير من الأسماء، وأشهر ماقيل أنّه هو أبوذر جندب بن جناده، من قبيلة غفار، نشأ ــ رضي الله عنه ــ يعتاش من قطع طريق النّاس حتى دخل الإسلام، وصار من أكثر الصّحابة علماً وزهداً في الدنيا، شرح الله صدره للإسلام، فكان من السابقين للإسلام ، رابعهم أو خامسهم، وكان قد خدم النّبي ــ صلّى الله عليه وسلّم ــ فكان يقوم على خدمته حتى إذا فرغ منها، رجع إلى المسجد لينام به، وقيل لم يكن له بيت يأويهِ، وكان ــ رضي الله عنه ــ مُحبًّا للجهاد في سبيل الله، لا يتوانى عن المشاركة في الغزوات قبيل وفاة النبيّ عليه الصّلاة والسّلام، وبالفتوحات بعد وفاة النّبيّ ــ صلّى الله عليه وسلّم ــ وكان حريصا غلى مرافقة النّبيّ عليه السّلام فكان من الصّحابة الّذين رووا الحديث وّاشتهروا بروايته.

أبوذر وعلمه وروايته للحديث:

كان أبو ذر يعتني بساع الحديث من النّبي ــ صلّى الله عليه وسلّم ــ وبطلبه من الصّحابة أيضاً، فقد روى عن النّبي ــ صلّى الله عليه وسلّم ــ وعن معاوية بن أبي سفيان، وروى عن أبي ذر كثير من الصّحابة والتابعين من أمثال: أنس بن مالك، وعبدالله بن عبّاس، وسعيد بن المسيّب، وغيرهم ممَّن أخذوا الحديث عنه.

وكان رضي الله عنه مقدّماً بين الصحابة في الحديث والفقه والرأي في زمن الخلفاء الراشدين، وكان يقال عنه أنَّه كان وعبدالله بن مسعود متوازيين في العلم الشرعي، رضي الله عنهم جميعاً.

بلغت مجموع الأحاديث التي رواها أبوذر عن النّبي ــ صلّى الله عليه وسلّم ــ ما يزيد عن 281 حديث.

وفاته:

توفي أبو ذر الغفاريّ رضي الله عنه، في شمال المدينة المنورّة بمنطقة الربذّة، وقيل أنّه صدق فيه حديث النبي ــ صلّى الله عليه وسلّم ــ يمشي وحده ، ويموت وحده، ويبعث يوم القيامة وحده، فمات فحمل عل نعش إلى قارعة الطريق حتى مرّ به قوم من أهل الكوفة، فأخذوه ودفنوه، وكان على رأسهم عبدالله بن مسعود. وكانت وفاة الراوي أبي ذر سنة 32 للهجرة النّبويّة .

رحم الله الصحابة أجمعين.


شارك المقالة: