الراوي حذيفة بن اليمان كاتم السر

اقرأ في هذا المقال


ننتقل في علوم الحديث إلى بيت أسرار الوحي، إلى صحابي جليل كان يظل يسأل النّبي صلّى الله عليه وسلّم عن الشّر قبل أن يسأله عن الخير، فيحدّثه النّبي صلّى الله عليه وسلّم عن الفتن والملاحم، ويبقى يسأله حتى بات من أكثر رواة الحديث الشريف التي تتكلَّم عن الفتن والملاحم، هو من المهاجرين والأنصار، مهاجر هاجر وناصر النّبي صلّى الله عليه وسلّم، إنّه الصّحابي الجليل حذيفة بن اليمان، كاتم سر النّبي صلّى الله عليه وسلّم.

اسمه ونسبه وحياته

هو الصّحابيّ الجليل حذيفة بن اليمان بن حسل بن جابر يرجع نسبه إلى عدنان، وأبوه اليمان هومن مكّة المكرّمة كان قد قَتل رجلاً وهاجر إلى يثرب فراراً من الثأر، وحالف هناك بني الأشهل وسموه اليمان لحلف اليمان وهم الأنصار، وأمّه الرَّباب بنت كعب، وله من الأخوة سعد، وصفوان ومدلج، وليلى،وهؤلاء من الرّباب، وله ابنتان من غيرها وهما فاطمة وأم سلمة.

ولد حذيفة بن اليمان في مكَّة المكرّمة، ولا يعلَم له سنة ميلاد بالتحديد، وأسلم بالنّبي صلّى الله عليه وسلّم بعدما هاجر أبوه مع عائلته إلى النّبي صلّى الله عليه وسلّم وأعلنوا إسلامهم، وهاجر بعد ذلك وأشهر إسلامه،وسأل حذيفة بن اليمان النّبي عليه الصّلاة والسّلام، هل هو من المهاجرين أم من الأنصار؟ فأجابه النّبي صلّى الله عليه وسلّم أنّه من المهاجرين ومن الأنصار.

يضرب في كتب السيرة أروع بطولات الجهاد والتحمّل والإخلاص لحذيفة بن اليمان، فها هو يرى والده يُقتل في غزوة أحد على أيدي المسلمين خطأً، وهو يحتسب ذلك عند الله بعدما رأى المسلمين قد تألَّموا لما ألحقوه باليمان أبيه، فقال لهم : يغفر الله لكم وهو أرحم الرَّاحمين،

شارك حذيفة بن اليمان بكل غزوات النبي صلّى الله عليه وسلّم غير بدر ، وذلك تنفيذاً لوعد حذيفة لأهل مكّة عند رجوعه من مكّة المكرّمة، ووقوعه أسيراً في أيدي الكفّار، وإخبارهم أنّه لا علاقة له بمحمّد ووعدهم بعدم قتالهم، فأوفى النّبي بوعده ولم يشاركه في غزوة بدر الكبرى.

حذيفة بن اليمان وروايته للحديث

لو قرأنا في كتب الحديث وبالأخصّ أحاديث الفتن والملاحم، لوجدنا أنّ حذيفة بن اليمان من أكثر رواة أحاديث الفتن والملاحم، وكان حذيفة يقول: كان الناس يسألون رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن الخير، وكنت أسأله عن الشّر، مخافة أن يدركني،إلى آخر ما رواه البخاري في هذه الرواية، والنّبي صلّى الله عليه وسلّم لم يمت إلّا وأُعلِم من أمور الغيب والفتن في آخر الزمان فأخبر حذيفة منها، وأخبره بأسماء المنافقين من حوله، ولم يتكلَّم بهم ردءاً للفتنة، وحفاظاً على سر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فكان عمر لايصلِّ على أحد مات إلَّا إذا رأى حذيفة يصلِّي عليه.

وفاته

توفي حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وأوصى أن يكفَّن بلفافتان دون قميص، وكانت وفاته رضي الله عنه في العام 36 للهجرة النّبوية الشريفة.

اللّهم ارضَ عن حذيفة وكلِّ أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.


شارك المقالة: