لقد كان لرجال الحديث النّبويّ الشريف فضل في اتصال سند الأمّة الإسلامية بنقلهم لحديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، من الصّحابة العدول الثقات الّذين هم باب الإسلام وحماته إلى آخر من تلقَّى حديث النّبي صلّى الله عليه وسلّم الدستور بعد القرآن، ولم يكن جميع رجال الحديث النّبويّ الشريف بنفس الصفات ودرجة العدالة والضّبط، فمنهم من كان مرجعاً وحافظاً ثمَّ الأدنى والأدنى إلى أن ينتهي بهم التصنيف إلى من جرح في عدالته وضبطه وصفاته.
مفهوم صفة الرواة
إنّ صفة الرواة مصطلح يختصّ بصفات في رواة الحديث النّبويّ الشريف تؤدِّي بالراوي إلى قبول حديثة أو ردّه أو بترجيح حديث غيره على حديثه، وهي الصفات التي كانت عند رجال الجرح والتعديل: وهي العدالة في الإسلام والعقل والبلوغ والخلو من الفسوق ومن خوارم المروءة، وصفة الضّبط في الخطأ والنسيان، وهل العلماء على درجة واحدة أم لا؟ ومن يقدّم حديثه على حديث غيرة؟؟.
أقسام الرواة من حيث صفاتهم:
يقسم رواة الحديث النّبويّ من حيث صفاتهم إلى:
أولا: معروف في وصفه: وهو إمّا أن يكون معدّل أي حكم بعدالته بشهادة من أهم أهلٌ بتعديلة وجعله عادلاً تقبل روايته أم لا، أومذكور في كتب رجال الحديث ومصنّفاتهم بوصف معروف معدّل.
ثانيا: ما جهلت صفته وهو إمّا أن يكون:
1ـ مجهول العين: وهو ما روى عنه راوٍ واحدٌ فقط، ولم يكن مشهوراً عند العلماء، وعرفه من نقل عنه من طريق واحد من رواة الحديث، وهذه الصفة تلازم الراوي حتى يروي عنه اثنان من الرواة فأكثر، وحديث المجهول يقبل إذا روي بطريق آخر مقبول، أو عدّله وحكم بتزكيته من هو أهل لذلك.
2ـ مجهول في حاله : وهو ما كان مجهول في صفته ، فيوضع عند العلماء فينظر حاله، وتستبان عدالته وضبطه ثمَّ يحكم على حديثه فيمكن أن يكون مجهول الحال مقبولاً أو غير مقبول.
معرفة صفات الراوي
إنّ معرفة صفات الرُّواة كان لها رجالها من رجال الحديث النّبويّ الّذين كانوا يرحلون ويسافرون في البحث عن أحوال رجال الحديث النّبويّ الشريف، ومنهم من خرّجوا علم الجرح والتعديل وعلم الرجال، إمّا في العصور المتقدّمة فلم يعد هناك سبيل لمعرفة صفات الرواة إلّا بالرجوع إلى مصادر في الرجال والتي تحكم عليهم.