الصحابي الذي كلمه الله تعالى من دون حجاب

اقرأ في هذا المقال


كثرت المواقف التي يبرز من خلالها دور الصحابة رضوان الله عليهم وهذا في الدفاع عن الله تعالى ورسوله محمد عليه الصلاة والسلام وكذلك الدفاع عن الدين الإسلامي والسعي بشكل جاهد بغية نشره وتعريف البشر به، حيث أنَّ للصحابة رضوان الله عليهم المنزلة والمكانة العظيمة عند الله تعالى، ومن بين القصص التي يبرز من خلالها مكانة الصحابة عند الله هي قصة الصحابي الذي كلمه الله تعالى من دون حجاب.

من هو الصحابي الذي كلمه الله تعالى من دون حجاب

لم يحفظ لنا التاريخ الكثير عن حياة الصحابي الذي كلمه الله تعالى من دون حجاب، حيث أنَّه من الممكن أن يكون غير معروف لدى الكثير من البشر، ولكن لهذا الصحابي الكثير من المواقف المشرفة وهذا في الدفاع بشكل مستميت في سبيل الله تعالى ورسوله والإسلام، ويعتبر هذا أحد صحابة الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام.

ألا وهو الصحابي عبدالله بن عمرو بن حرام رضي الله عنه الخزرجي الأنصاري السلمي، الذي يُكنى بأبو جابر كما ويُعد أحد النقباء في ليلة العقبة، كما وشهد الصحابي عبدالله بن حرام المشاهد مع سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، ومن بينها يوم بدر ويوم أُحد، حيث أنَّه قد أُستشهد في يوم أُحد رضي الله عنه، حيث أنَّه لحق الإسلام وعاش فيه ستة سنوات كانت ثلاثة منها قبل الهجرة وثلاثة أخرى بعد الهجرة، وبايع الرسول الكريم ليلة العقبة، وكان له تلك المكانة العظيمة عند الله تعالى حتى أنَّ سيدنا محمد كان عندما كان يذكر الصحابة الذين توفوا في يوم أُحد تمنى لو أنَّه كان معهم رضي الله عنهم.

قصة تكليم الله تعالى للصحابي عبدالله بن عمرو بن حرام

عندما خرج الرسول محمد عليه الصلاة والسلام إلى القتال في يوم أُحد، وهذا في رجال عددهم ألف من الصحابة رضي الله عنهم جميعهاً، نادى الصحابي عبدالله بن حرام ابن له كان يُدعى جابر وقال له بما معناه أنَّه لا يوجد أحد على وجه الأرض أحب إليه من سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام غيره، أي أنَّه لا يجب أحد إلا الرسول وابنه بدرجة كبيرة، وقال له بأنَّه يوجد عليه دين يطلب منه أن يقوم بتسديده، فكان حينها حريصاً على أن يذهب من أجل لقاء الله تعالى وليس أنَّه عليه دين، كما وحينها قد أوصه بأخوته، وكان له أخوة من البنات يبلغ عددهم تسعة، وقال له بأنَّه سوف يكون أول شهيد في غزوة أُحد.

وعندما بدأت معركة أُحد كان الصحابي عبدالله بن حرام رضي الله عنه أول شهيد فيها، حيث أنَّ المشركين حينها قد قاموا بالتمثيل بجثته، وعندما أراد جابر ابن الصحابي عبدالله بن عمرو بن حرام رضي الله عنه أن يرى والده لم يجرؤ أي أحد من الصحابة على هذا الأمر؛ وهذا من المنظر الهائل الذي كان عليه الصحابي عبدالله بن حرام، ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام أذِن لجابر برؤية والده، فعندما رآه جابر بكى وجاءت عمته فاطمة وبكت كذلك، فعندما سمع الرسول صوت البكاء قال لها: “أبكي أولا تبكي فإنَّ الملائكة ما زالت تُظلله من حرارة الشمس إلى أن رُفع”.

فقد روي عن جابر بن حرام، أنَّه قال: “لما قُتل عبد الله بن حرام في يوم أُحد لقيني رسول الله صلي الله عليه وسلم”، فقال: “يا جابر ألا أخبرك ما قال الله تعالي لأبيك”؟ وقال يحيي في حديثه، فقال: (يا جابر مالي أراك منكسراً؟ قال: يا رسول الله استشهد أبي وترك دين وعيال، قال: أفلا أُبشرك بما لقي الله به أباك، قال: بلى يا رسول الله، قال ما كلم الله أحداً قط إلّا من وراء حجاب، وكلم أباك كفاجاً” أي من دون واسطة”، فقال الله تعالى له تمنى عليّ يا عبدي أعطيك قال: يا رب تحييني فأقتل فيك ثانيةً.

فأنزل الله تعالي: “وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) (آل عمران)، حيث جاءت هذه الآيات الكريمة وهذا في حق الصحابي عبدالله بن حرام رضي الله عنه.


شارك المقالة: