العقيدة الإسلامية هي الجزء الذي يمثل أساس الشريعة الإسلامية في الدين الإسلامي، وهي علم يشتمل على الموضوعات الاعتقادية، التي ينبني عليها إيمان الإنسان بوجود الله تعالى، ويقينه بالحقائق والأخبار الغيبية في الكون، وتصديقه لما يتعلمه من أمور الدين، وللعقيدة الإسلامية علاقة وثيقة بكل من الإيمان والشريعة والتوحيد، لكن سنقتصر الحديث في هذا المقال على علاقة العقيدة بالتوحيد.
ما هو التوحيد؟
التوحيد هو أن يُفرد الإنسان الله عز وجل بالألوهية، ويخصه بالربوبية، وما له من أسماء، وما يتصف به من صفات، ويكون التوحيد من قلب الإنسان، أي أن يعتقد بألوهية الله تعالى وربوبيته اعتقاداً حقيقياً بيقين وجداني، ليظهر ذلك فيما بعد على جوارحه وأقواله وأفعاله بصدق.
العلاقة بين العقيدة والتوحيد:
يُرادف علمُ العقيدة علمَ التوحيد حسب قول أهل السنة، وقد أطلق على علم التوحيد علم العقيدة، استناداً على ما يُرجى من على التوحيد من ثمرات ونتائج، أي أن يعقد الإنسان قلبه على توحيد الله سبحانه وتعالى، بناءً على أسس العقيدة الإسلامية، اعتقاداً قطعياً صارماً لا انفكاك فيه. كما أنّ التوحيد هو أحد الموضوعات الأساسية التي تتضمنها العقيدة الإسلامية.
الفرق بين العقيدة والتوحيد:
يختلف علم العقيدة عن علم التوحيد بأنه علم عام، أمّا التوحيد فهو علم خاص، حيث أن علم العقيدة يتضمن جميع أصول الاعتقاد والإيمان وما يتعلق بها من غيبيات، ويتخصص علم التوحيد بواحد من أركان الإيمان، ألا وهو الإيمان بالله تعالى.
كما يختلف علم التوحيد عن علم العقيدة بالاصطلاح، فعلم التوحيد هو العلم الذي يشكل الطريق التي تؤدي إلى ما يُثبت الاعتقادات الدينية، بالاستدلال بأدلة مقنعة ومرضية. وعلم العقيدة هو علم يُردّ عليه بمزيد من الشبهات، وإطلاق الأدلة الخلافية، فهو علم يتضمن علم الغيب، وما يتعلق بأحداث الساعة وأشراطها، وعليه يمكن القول بأن العقيدة والتوحيد علمان يتم التوصل إلى الحق عن طريقهما من خلال الأدلة.
لكن مع الاختلافات بين العقيدة والتوحيد وُجد أن بعض العلماء أطلقوا على مؤلفاتهم اسم العقيدة أو التوحيد، وجميعها اشتملت على الموضوعات التي تتضمنها العقيدة الإسلامية، مثل كتاب التوحيد لابن خزيمة، الذي كان يبحث في موضوعات العقيدة الإسلامية، بما فيها موضوع التوحيد.