تدبر القرآن الكريم في الصلاة يجلب الخشوع

اقرأ في هذا المقال


تدبر القرآن الكريم في الصلاة يجلب الخشوع:

لا شكّ أن تدبُرالقرآن الكريم في الصلاة يجلبُ الخشوع، ويُبعدُ الغفلة، وهو العلاج الأعظم للقلوب، والحث على التدبر جاء على أنواع كثيرة، ومنها الأنواع الآتية:

  • حض القرآن الكريم على التدبر في القرآن وهي كما يلي:
    ففي هذا الأمر قال تعالى: “أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا” النساء:82. لقد أمر الله تعالى بتدبر كتابهِ، وهو التأمل في معانيهِ، وتحديد الفكر فيه، وفي مبادئهِ وعواقبهِ، ولوازم ذلك؛ فإنّ تدبر كتاب الله مفتاحٌ للعلوم والمعارف، وبه يُستنتج كل خيرٍ، وتُستخرج كل العلوم، وبه يزداد الإيمان في القلب، وترسخ شجرته؛ فإنهُ يُعرف بالرب المعبود وما له من صفات الكمال، وما ينزّه عنه من صفات النقص، ويُعرف الطريق الموصل إليه، وصفة أهلها، وما لهم عند القدوم عليه، ويعرّف العدو الذي هو العدو على الحقيقة والطريق الموصلة إلى العذاب، وصفة أهلها وما لهم عند وجود أسباب العقاب، وكلما ازداد العبد تأملاً فيه ازداد علماً وعملاً وبصيرة.
    قال تعالى أيضاً: “كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ” ص:29. إن هذا الكتاب فيه خيرٌ كثيرٌ وعلمٌ غزير، فيه كل هدى ضلالة، وشفاء من كل داء، ونورٌ يُستضاءُ به في الظلمات، وكل حكم يحتاج إليه المكلفون، وهذا كله من بركته والحكمة من إنزاله؛ ليتدبر الناس آياته، وفي هذه الآية: الحثُ على تدبر القرآن، وأنه من أفضل الأعمال، ومن فضائل التدبر: أن العبد يصل به إلى درجة اليقين، والعلم بأن القرآنُ هو كلام الله تعالى؛ لانه يراهُ يُصدق بعضهُ بعضاً.
    – قال الله تعالى: “أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَاالنساء:82. فهلأ يتدبر هؤلاء المعرضون لكتاب الله ويتأملونه حق التأمل؛ فإنهم لو تدبروه لأرشدهم على كل خير ولحذرهم من كلّ شر، ولملأ قلوبهم من الإيمان وأفئدتهم من الإيقان، ولأوصلهم إلى المطالب العالية والمواهب الغالية: “أم على قلوبٍ أقفالها” أي أنه قد أغلق على ما فيها من الشر، وأقفلت فلا يدخلها خيراً أبداً.
  • لقد حض النبي صلى الله عليه وسلم على تدبرالقرآن:
    إنّ ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من ترغيبٍ في القرآن، وبيان فضائلة، وبيان فضائل حافظ القرآن، ويُستفاد منه الحث على تدبر القرآن، وقد جاء تدبر القرآن من فعل النبي عليه الصلاة والسلام على أحايث كثيرةً منها:
    – حديث حذيفة رضي الله عنه قال: “صليتُ مع النبي عليه الصلاة والسلام ذات ليلة فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى يُصلّي، فقلت يُصلّي بها في ركعة، فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلاً، إذا مرّ بآية تسبيح سبّح، وإذا مرّ بسؤالٍ سأل، وإذا مرّ بتعوّذ تعوذّ” رواه مسلم.
    حديث عوف بن مالك رضي، قال: “قمت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم ليلة فقرأ سورة البقرة، لا يَمُرُ بآية رحمة إلا وقف فسأل، ولا يمر بآية عذابٍ إلا وقف وتعوذ” أبو داود.
  • حث الصحابة رضي الله عنه على تدبر القرآن:
    فقد قال أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه: “لو طَهُرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم”. رواه أحمد.
    وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “من أحب القران فهو يحب الله ورسوله” رواه الطبراني.
    وقال خبَّاب بن الأرث رضي الله عنه: ” تقرب إلى الله ما استطعت وأعلم أنك لن تتقرب بشيء أحب إليه من كلامه” رواه الحاكم.
    وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “من أراد العلم، فليقرأ القران؛ فإن فيه علم الأولين ولآخرين”.
    وقال الحسن بن علي رضي الله عنهما: “إنّ من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم، فكانوا يتدبّرنها بالليل، ويتفقدوها في النهار”.
  • حث العلماء على تدبرالقرآن وتعظيهم لذلك:
    لا شك أن من أحبَّ القرآن وتدبَّره، وأقبل على التلذذ بتلاوته، وهذا دليل على محبته للمتكَّم به سبحانه؛ ولهذا قال أبو عبيدٍ رحمه الله: “لا يسأل عبدٌ نفسه إلا بالقرآن، فإن كان يحب القران فهو يحب الله ورسوله“.
    وقد تكلم العلماء رحمهم الله تعالى في الحثّ على تدبر القرآن العظيم، ومن أبرز من حث على ذلك من الأئمة هو ابن القيم رحمهُ الله في كتبه، فقد ذكر ابن القيم: أن تدبر القرآن مع الخشوع عند قراءتهِ هو المقصود والمطلوب، فبهِ تنشرحُ الصدور، وتستنير القلوب، وقال أيضاً رحمه الله: “إذا أردت الانت الانتفاع بالقرآن فأجمع قلبك عند تلاوته، وسماعهِ وألقِ سمعك، واحضُر حضور من يخاطبه به من تكلم به منه إليه، فتمام التأثير موقوف على: مؤثر مقتضٍ، ومحلٍ قابلٍ، وشرطٍ لحصول الأثر، وانتفاء المانع الذي يمنع منه، وقد تضمن ذلك كله قوله تعالى: “إنّ في ذلكَ لذكرى لمن كان لهُ قلبٌ أو ألقى السمع وهوشهيد” ق:37.

شارك المقالة: