لقد كان للحديث النّبويّ الشّريف رجالٌ تتبعوا رواية الحديث النّبويّ في مصنّفاتهم وكان ذلك وفق شروطٍ في علم الجرح والتّعديل وقد تفاوتت شُهْرَتُهم وصحّةُ ما ينقلون حسب شروطهم في النّقل فكان صحاح الحديث من أكثر الكتب قبولاً لما اشترط أصحابها من شروط لقبول تدوين من ينطبق عليه شروط الحديث الصّحيح كصحيح البخاريّ ومسلم ثم يأتي من بعدها السنن الأربعة للتّرمذيّ والنّسائيّ وابن ماجة وأبو داوود والمسانيد من بعدها، وظهر في علم الحديث وروايته مصطلح جماعة الحديث فمن هم جماعةُ الحديث تعالوا لنعرف عن هذا المصطلح.
مفهوم جماعة الحديث
هو مصطلح عند أهل الحديث النّبويّ يدلّ على أصحاب كتب الحديث المدوَّنة وهم أصحاب الصحيحين البخاريّ ومسلم وأصحابُ السُّنن الأربعة وهم التّرمذيّ والنّسائيّ وأبو داوود وابن ماجه وصاحب المسند أحمد بن حنبل، وهذه المصنّفات من أشهر ما صنّف في الحديث، فإذا قيل في الرّاوي روى له الجماعة يعني: أنّ أصحاب الكتب الستّة ومعهم أحمد بن حنبل قد روى عن هذا الرّاوي.
شخصيات جماعة الحديث
1ـ أصحاب الصحيحين وهم:
أ ـ الإمام محمد بن إسماعيل البخاريّ، وكتابه الجامع المسند الصّحيح المختصر من أمور رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وسننه وأيامه.
ب ـ الإمام مسلم بن الحجاج، وكتابه المسند الصّحيح أو ما يعرف بصحيح مسلم.
2ـ أصحاب السُّنن الأربعه:
أ ـ الإمام أبو عيسى محمد بن عيسى التّرمذيّ وكتابة جامع التّرمذيّ.
ب ـ الإمام أحمد بن شعيب النّسائيّ وكتابه سنن النّسائيّ.
ج ـ الإمام سليمان بن الأشعث المعروف بأبي داوود وكتابه سنن أبي داوود.
دـ الإمام محمّد بن يزيد المعروف بابن ماجة وكتابه سنن ابن ماجة.
3ـ أحمد بن حنبل الإمام الفقيه صاحب المذهب الحنبلي وكتابه المسند.
فضل جماعة الحديث
لقد كان لجماعة الحديث النّبويّ الشّريف فضلٌ كبيٌر على أمّةِ الإسلام مستمرٌ إلى يوم القيامة وكان فضلهم بإحداث ثورة في التأليف والجمع لحديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وتدوينة في مصنّفات وكانت هذه المصنّفات صنّفت على قدْرٍ عالٍ من التّثبت قبل النّقل ومن شروطٍ في السند والمتن، ولا زالت كتُبُهم حتى الآن مرجعاً لكل من أراد الاستزادة من فقه حديثِهم ومن سيَرِهم ومنهجِهم في تلقّي الحديث النّبويّ الشّريف.