حديث أفضل الأعمال إلى الله

اقرأ في هذا المقال


لقدْ حثَّتِ الشَّريعَةُ الإسلاميَّةُ إلى العملِ الصَّالِحِ الَّي يقودُ بصاحِبِهِ إلى دٌخولِ الجنَّةِ، كما حذَّرتْ منْ كُلِ عملٍ يقودُ إلى معصِيَةِ اللهِ عزَّ وجلَّ ونيلِ عقابِهِ ودُخولِ النَّارِ، وسنستعرضُ حديثأ منْ أحاديثِهِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ في أفضلِ ما يتقرَّبُ بهِ المُسلمُ إلى اللهِ منَ الأعْمالِ.

الحديث:

يروي الإمامُ البُخاريُّ في الصَّحيحِ: “حدَّثَنا الحسَنُ بنً صبَّاحٍ، حدَّثَنا مُحمَّدُ بنُ سابقٍ، حدَّثَنا مالكُ بنُ مِغْولٍ، قالَ: سَمِعْتُ الوليدَ بنَ العَيْرازِ، ذكرَ عنْ أبي عمرٍو الشَّيبانيِّ، قالَ: قالَ عبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ رضيَ اللهُ عنْهُ: سأَلْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ، قُلْتُ: أيُّ العَملِ أفضَلُ؟ قالَ: (الصَّلاةُ على ميقاتِها). قلتُ: ثُمَّ أيُّ؟ قالَ: (برُّ الوالِدينِ). قلتُ: ثُمَّ أيُّ؟ قالَ: (الجِهادُ في سبيلِ اللهِ). فسَكَتَ عنْ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، ولوْ استَزَدتُهُ لزادَنِي”.

سند الحديث:

الحديثُ يرْوِيهِ الإمامُ مُحمَّدُ بنُ إسْماعيلَ البُخاريُّ في صحيحِهِ في كِتابِ الجِهادِ والسِّيَرِ، بابِ فضلُ الجِهادِ والسِّيَرِ، وينْقُلُهُ عنْ الحسَنِ بنِ صبَّاحٍ البزَّارِ منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ، ويرْويهِ الحسَنُ عن مُحمَّدِ بنِ سابقٍ منْ تبعِ الأتْباعِ أيضاً، ويروي مُحمَّدُ بنُ سابِقٍ الحديثَ عنْ مالِكِ بنِ مِغْولٍ البجَليِّ وهُوَ منْ أتْباعِ التَّابعينَ، ويذكُر مالكٌ أنَّهُ سَمِعَ الحديثَ منَ الوليدِ بنِ العيْرازِالعبْديِّ منْ التَّابعينَ،ويذكُر الوليدُ أنَّهُ سمِعَ الحديثَ منْ أبي عمرٍو الشَّيبانِيُّ وهوَسعدُ بنُ إياسٍ منْ طبقَةِ التَّابعينَ، ليصلَ الحديثُ إلى جيلِ الصَّحابَةِ منْ طريقِ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ، منَ المكثرينَ للحديثِ عنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى أفضلِ الأعمالِ الَّتي يتقرَّبُ بها المُسلمُ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ ومنْها:

  • الصَّلاةُ على وقْتِها، وفي هذا العملِ إلْتزامُ بأداءِ الصَّلاةِ في وقْتِها وعدَمِ تأخيرِها، فالصَّلاةُ هي عمودُِ هذا الدِّينِ ولا يجوزُ تْركُها ويجِبُ على منْ أدَّاها أنْ يؤدِّيها في وقْتِها.
  • برُّ الوالدينِ، وهو منَ الأعمالِ الَّذي أمرَ اللهُ تعالى بها، وجعل عواقبها منْ مرضاةِ الوالدينِ مقروناً بعبادًَتِهِ ورِضاهُ فقالَ تَعالى: ((وقضى ربُّكَ ألَّا تعبُدُوا إلَّا إيَّاهُ وبالوالدينِ إحْساناً)).
  • الجهادُ في سبيلِ اللهِ بالاسْتِطاعَةِ وضمنَ قيودٍ وضوابِطَ شْرعيَّةِ، بعيداً عنِ الإنْقيادِ وراءَ الاأهواءِ، والجهادُ المذكورُ يجبُ أنْ يكونَ في سبيلِ إعلاءِ كلمَةِ اللهِ عزَّ وَجلَّ، خالِصاً لوجْهِهِ الكريمِ دونَ نفاقٍ أوْ رياءٍ.

ما يرشد إليهِ الحديث:

منَ الدروسِ والعبرِرِ المستفادَةِ منَ الحديثِ:

  • منزلَةُ الصَّلاةِ ورتبتها وفضلُ أدائِها في وقتها المحدَّدِ.
  • برُّ الوالدينِ منْ أفضلِ الأعمالِ تقرُّباً إلى اللهِ، فيجبُ علينا الإحسانُ والبرُّ بالوالدينِ لما في هذا العملِ منَ الخيرِ الكبيرِ.
  • الجهادُ في سبيلِ اللهِ يكونُ حسبَ الإستطاعَةِ ويكونُ بالإخْلاصِ في ذلكَ للهِ عزَّ وجلَّ.

شارك المقالة: