حديث عن الحياء

اقرأ في هذا المقال


إنَّ الحَياءَ صِفَةٌ منْ صِفاتِ المؤمِنِ الّتي حثَّت عليْها تَعاليمُ دينِنا الحَنيفُ، وهوَ منَ الصِّفاتِ الّتي دَعا إليها الحديثُ الشَّريفُ في أكْثَرِ الشَّواهِدِ وهوَ منْ صِفاتِ الأنْبياءِ صلواتُ اللهِ عليْهِم، وسنْعرِضُ في بَحْثِنا هذا حديثاً عنْ هذِه الصِّفَةِ المَحْمودَةِ.

الحديث:

يروي الإمامُ مُحَمَّدُ بنُ إسْماعيلَ البُخارِيُّ في الصَّحيحِ: ((حدَّثَنا آدَمُ، حدَّثَنا شُعْبَةُ، عنْ منْصورٍ، قالَ: سَمِعْتُ رِبْعِيَّ بنَ حِراشٍ يُحَدِّثُ عنْ أبي مَسْعودٍ قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ: ( إنَّ مِمَّا أدْرَكَ النَّاسُ منْ كَلامِ النُّبُوَّةِ: إذا لَمْ تَسْتَحي فاصْنَعْ ماشِئْتَ). رقمُ الحديثِ 3483)).

سند الحديث:

الحديثُ المَذْكورُ يرْوِيهِ الإمامُ مُحَمَّدُ بنُ إسْماعيلَ البُخارِيُّ في الصَّحيحِ، في كِتابِ أحاديثِ الأنْبياءِ صلواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ، وفي كِتابِ الأدَبِ، وسنَدُهُ يبْدأُ منْ أدَمَ وهو أدَمُ بنُ أبي إياسٍ الخُراسانِيُّ منْ تَبَعِ أتْباعِ التَّابعينَ، ينْقُلُهُ عنْ شعبَةَ بنِ الحَجاجِ العَتْكِيِّ وهوَ منْ أتْباعِ التَّابعينَ، ويروِيهُ شُعْبَةُ عنْ رِبْعِيِّ بنِ حِراشٍ منْ التَّابعينَ، ويرويهِ رِبْعِيُّ عنْ أبي مَسْعودٍ منَ الصَّحابَةِ وهوَ عُقْبَةُ بنُ عَمْرو الأنْصارِيِّ منَ المُحَدِّثينَ عنْ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْهِ وسلَّمَ.


وهذا الحديثُ رَواهُ أيْضاً الإمامُ أبو داوود السَّجِسْتانِيُّ في السُّنَنِ في أوَّلِ كِتابِ الأدَبِ، وابنَ ماجَةَ القَزْوِينِيُّ في السُّنَنِ في كِتابِ الزُّهْدِ كما رواهُ الإمامُ أحْمَدَ في المُسْنَدِ.

شرح الحديث:

يبيِّنُ الحَدِيثُ أهَمِيَّةَ صِفَةِ الحَياءِ في الإنْسانِ في تَقويمِ سُلُوكِه وعمَلِهِ ومعامَلَتِهِ مَع النَّاسِ وهُوَ صِفَةٌ تَقودُ صاحِبُها إلى جلبِ إحْترامِ الآخَرينَ، وأنَّ منْ خلى الحياءُ منْهُ فليسَ هُنَالِكَ شَيءٌ يمنَعُهُ منْ فعلِ أي شَيءٍ مكروهٍ ومذمومٍ، وأنَّه صِفَةٌ جاءَتْ بِها الرِّسالاتِ السَّماوِيَّةُ وكانَ بِكلامِ الأنْبياءِ، وأنَّ الحياءَ صِفةٌ تُلْزِمُ صاحِبَها على التَّقيُّدِ بالمَحْمودِ والإبْتعادِ عنِ الرَّذيلَةِ ومنْ فقَدَ الحياءَ فلا تلْزِمُهُ أخلاقُهُ علَى الصَّالِحِ وليْفَعْلْ ما يَشاءُ.
وقدْ بيَّنَ رَسولُ اللهِ بِشواهِدَ أخْرَى أنَّ صِفَةَ الحياءِ منْ صِفاتِ المؤمنينَ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّم: (والحياءُ شُعْبَةٌ منْ شُعَبِ الإيمان)، أيْ أنَّ منْ يتَحلَّى بهذِه الصِّفَةِ تكونُ دليلاً على ايمانِه وخوفِهِ منَ اللهِ وخشْيَتِهِ منْ الوقوعِ في المَعْصِيَةِ.

ما يرْشِدْ إلَيْهِ الحديث:

منَ الدُّروسِ والعِبَرِ المُسْتَفادَةِ منَ الحديثِ:

  1. الحياءُ صفَةُ المؤمنينَ الّذينَ يَخْشونَ اللهِ ويخافونَ منْ مَعْصِيَتِه وهو ما جاءَتْ بِهِ الرِّسالاتُ وحثَّ عليهِ الأنْبياءُ.
  2. يجبُ عليْنا أنْ نتَحلَّى بِهذِه الصِّفةِ اقْتِداءً بالأنْبياءِ وايماناً بالرِّسالاتِ السَّماوِيَةِ.
  3. الحياءُ يعودُ بالآثارِ الإيجابيَّةِ على الفردِ والمُجْتَمِعِ بالقُبولِ والرِّفْعَةِ وخلو المُجْتَمعاتِ منَ المفاسِدِ.
  4. الرِّسالتِ والسَّماوِيَّةِ مختومَةً بالإسلامِ جاءَتْ داعِيَةً إلى الأخلاقِ الحَسَنَةِ لما فيها من الخيرِ على الإنْسانِ.

شارك المقالة: