لقدْ دعا الإسلامُ إلى الخيرِ بشتَّى أشكالهِ، لما فيهِ منْ خيرٍ يعودُ على الفردِ والمُجتمعِ، ولما يعودُ على صاحبهِ بالأجر والثَّوابِ منْ عندِ اللهِ، وقدْ عدَّ الإسلامُ كلَّ الأعمالِ الّتي تعودُ على المجتمعِ منَ الخيرِ منَ الصَّدقاتِ، وسنعرضُ حديثاً منْ أحاديثِ نبيِّنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.
الحديث:
يروي الإمامُ مسلم يرْحمهُ اللهُ في الصَّحيحِ: ((حدَّثَنا محمّدُ بنُ رافعٍ، حدَّثَنا عبدُ الرَّزّاقِ بنُ همَّامٍ، حدَّثَنا معمرٌ، عنْ همَّامٍ بنِ مُنبِّهٍ، قالَ: هذا ما حدَّثَنا أبو هريرةَ ، عنِ محمَّدٍ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: (كُلُّ سُلامى منَ النَّاسِ عليهِ صدَقَةٌ، كُلُّ يومٍ تطلعُ فيهِ الشَّمسُ ـ قالَ ـ تعدِلُ بينَ الإثنينِ صدقةٌ وتعينُ الرَّجلُ في دابَّتهِ فتحملُهُ عليها، أوْ ترفعُ له عليها متاعهُ صدَقةٌ ـ قالَ ـ والكلمةُ الطَّيِّبةُ صدَقَةٌ، وكلُّ خطوةٍ تمشيها إلى الصَّلاةِ صدّقةٌ، وتُميطُ الأذى منَ الطَّريقِ صدقةٌ). رقم الحديث: 1009)).
ترجمة رجال الحديث:
الحديثُ يرويهِ الإمامٌ مسلمُ بنُ الحجَّاجِ في الصَّحيحِ في كِتابِ الزَّكاةِ، بابُ أنَّ اسمَ الصّدقةِ يقعُ على كلِّ نوعٍ منَ المعروفِ، والحديثُ منْ طريقِ الصَّحابيِّ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ وهو منَ الصَّحابَةِ المكثرينَ للحديثِ عنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وأمَّا بقيَّةُ رجالِ الحديثِ فهمْ:
- محمَّدُ بنُ رافعٍ: وهوَ مُحمَّدُ بنُ رافعٍ النيسابوريُّ، منْ رواةِ الحديثِ منْ تبعِ أتباعِ التَّابعينَ، وكانتْ وفاتُهُ في 245هـ .
- عبدُ الرّزّاقِ بنُ همَّامٍ: وهوَ عبدُ الرَّزَّاقِ بنُ همَّامِ بنِ نافعٍ الصَّنعانيُّ، منْ المحدِّثينَ المَشْهورينَ منْ تبعِ أتباعِ التَّابعينَ، ووفاتهُ في 211هـ .
- معمرٌ: وهوَ معمرُ بنُ راشدٍ الأزْديُّ، منَ المُحدِّثينَ منْ أتْباعِ التَّابعينَ، وحياتُهُ بينَ (96ـ150هـ).
- همَّامُ بنُ منبِّهٍ: وهوَ الرَّاوي همَّامُ بنُ منبِّهٍ اليمانيُّ، منَ التَّابعينَ في روايةِ الحديثِ، ووفاتُهُ في 132هـ .
دلالة الحديث:
يشيرُ الحديثُ إلى أعمالٍ للمسلمِ تُكتبُ لهُ عندَ اللهِ منَ الصَّدقاتِ، لما لها منْ تأثيرٍ في نشرِ الألفَةِ بينَ المُسلمينَ، وأشارَ الحديثُ إلى أنَّ كُلَّ مفصلٍ منَ مفاصلِ الإنسانِ تكونُ لها أجرُ الصَّدَقةِ، وأمَّا الأعمالُ المذكورةُ في الحديثِ فهي:
- العدلُ بينَ النَّاسِ: وهوَ صدَقَةُ للمرءِ المسلمِ لما فيهِ منْ جمعٍ لقلوبِ النَّاسِ ونشرِ الألفةِ ونبذِ الخلافِ بينهم.
- إعانَةُ الرَّجلَ على الدَّابةِ: وهو مساعدَةُ النَّاسِ بما يحملونَ منْ متاعٍ على حاملِها منَ الدَّوابِ وأشكالها المتطوِّرةِ كالسَّيارَةِ وغيرِها، وفي هذا دعوةٌ لنشرِ المساعدَةِ.
- الكلمةُ الطَّيِّبةُ: وهوَ الكلامُ الحسنُ الطَّيِّبُ في النقاشِ والمعاملَةِ، لما لهُ منْ نشرِ الأُلفَةِ والتَّقريبِ بينَ النَّاسِ.
- الخطى إلى الصَّلاة: لما للصَّلاةِ منْ أثرٍ في تقويمِ النَّفسِ، وفيها دعوةٌ إلى الجماعةِ في المسجدِ والحثِّ عليها.
- إماطةُ الأذى: وهوَ العملُ على إزالةِ ما يعيقُ ويؤذي المسلمينَ منَ حجرٍ أوْنجاسةٍ وغيرِها، وهي منْ شعبِ الإيمانِ.
ما يرشد إليه الحديث:
منْ فوائدِ الحديثِ:
- الصَّدقةٌ بما لها منْ تأثيرٍ على الفردِ والجماعةِ.
- الحثُّ على الصَّدَقَةِ بشتَّى أشكالها.
- الحثُّ على مساعدَةِ الناسِ بعضهمُ البعضُ.
- الحثُّ على صلاةِ المسجدِ.
- الدّعوةُ إلى إزالةِ الأذى منَ الطَّريقِ.